مصارحة الطبيب للمريض بخطورة حالته إيجابية

مصارحة الطبيب للمريض بخطورة حالته إيجابية

03 فبراير 2018
الصدق أفضل السبل (Getty)
+ الخط -
المرضى الذين يعانون من أمراض تشكل خطورة على حياتهم، يحتاجون باستمرار إلى الاعتماد على التواصل مع أطبائهم المعالجين للحصول على المعلومات الإكلينيكية والإرشادات حول الحياة مع أعراض المرض والمشاعر المرتبطة به. كلّ هذا يصنع علاقة بين المريض وطبيبه.

وبالرغم من أنّ علماء الأورام الخبراء في مرض السرطان يمكنهم تقدير العمر المتوقع للمريض المصاب بنوع متقدم من السرطان ويضع ظلالاً كثيفة من الشكوك حول الاستجابة للعلاج، فإنّهم يحجمون كثيراً عن مصارحته بالحقيقة خوفاً من فقدان تلك العلاقة التي تساعد في العلاج.

مرضى كثيرون ممن هم على شفا الموت يتمسكون بالأمل المفرط والتقديرات الكبيرة في كفاءة الأطباء، ما يجعل مصارحتهم بالحقيقة تهدد بوقف العلاج وتدهور حالتهم عبر فقدان الرغبة في الحياة وإمضاء الوقت المتبقي لهم في أسوأ حال. لكنّ دراسة جديدة من معهد "ويلموت" للسرطان التابع للمركز الطبي بجامعة "روتشستر" تقول إنّ الحديث عن الأخبار السيئة يمكن أن يفيد في العلاقة بين الطبيب والمريض.

يذكر الباحثون مثالاً على الأسئلة الصعبة التي قد يضطر إليها الطبيب من قبيل: "هل لديك فكرة حول البدء في وقف العلاج الكيميائي والتركيز أكثر على الاسترخاء والتمتع بحياة سعيدة في ما تبقى لك من وقت؟". وكان المرضى الذين انخرطوا في مناقشات صادقة مع أطبائهم حول التشخيص الحقيقي والرعاية في نهاية العمر، قد صنفت علاقتهم بالطبيب بأنّها أكثر إيجابية من المرضى الذين تركوا أنفسهم للتكهنات خوفاً من الحوار الصادق حول الحالة الحقيقية لهم.


يقول الدكتور رونالد إبشتاين، أستاذ الطب النفسي وطب الأسرة والأورام في معهد "ويلموت" للسرطان، إنّ نتائج الدراسة كانت مثيرة للدهشة إلى حد ما، لأنّ الدراسات السابقة كانت تظهر دائماً أنّ الحديث بين الطبيب والمريض حول العمر المتوقع يفسد العلاقة بين الاثنين. وتشير النتائج التي نشرت في مجلة الأورام الإكلينيكية إلى أنّ الحفاظ على علاقة صحية بين الطبيب والمريض، تحتاج إلى فهم آمال المريض وعواطفه ومشاعره، وتطبيق أرقى أساليب المهارة واللباقة في الحوار وإعطاء المعلومات، وأن يحدد بالضبط حساسية التوقيت. وتفيد الدراسة أيضاً أنّ الاتصالات عالية الجودة توفر المعلومات بدقة من دون أن تقوض آمال المرضى في المستقبل وأحلامهم.

تجدر الإشارة إلى أن الدراسة والبحوث المتعلقة بها هي من تمويل المعهد الوطني للسرطان بالولايات المتحدة.

المساهمون