شاكر خزعل: شاب فلسطيني يجول العالم لدعم قضية اللاجئين

شاكر خزعل: شاب فلسطيني يجول العالم لدعم قضية اللاجئين

17 فبراير 2018
أصبح ناطقاً حول حقوق اللاجئين (العربي الجديد)
+ الخط -
ولد الفلسطيني شاكر خزعل في لبنان، ليعرف معنى اللجوء حاله حال كثيرين. إلّا أنه جعل من اللجوء قضيته ليناصرها في كل أنحاء العالم

بدأ حياته لاجئاً وسط مخيّم يصفه بـ"العائلة المحبة لعيش حياة كريمة". نجح في السفر إلى الخارج والقيام بما يحبّ كشاب لاجئ، وحقّق نجاحات متتالية، وبات اليوم أحد الشبان المؤثرين بسبب نشاطاته في قضية اللاجئين، وقصصه التي يحكي فيها عن معاناة اللاجئ باللغة الانكليزية، وسعيه إلى خلق فرص عمل للاجئين الشباب.

هو الفلسطيني شاكر خزعل، الذي ولد في عام 1987 في منطقة البقاع الغربي في لبنان. انتقلت أسرته للعيش في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين، في العاصمة اللبنانية بيروت. في هذا المكان الذي كبر فيه، لطالما شعر بالانتماء والحب، حيث كان الناس يتعاملون بعضهم مع بعض كأنّهم عائلة واحدة. والداه المخرج الفلسطيني محمود خزعل، والناشطة الاجتماعية أولفت محمود، أمّنا له هذا الحب أيضاً، الذي كان يفتقده خارج المخيم.

في البلد الذي عاش فيه، كان يُدرك أن الفلسطيني ممنوع من العمل ولا يحصل على حقوقه الكاملة، وإن تغيّرت الصورة بعض الشيء في الوقت الحالي. في عام 2000، شارك في برنامج تبادل ثقافي في كندا، وحصل، وهو في السابعة عشرة من عمره، على منحة دراسية. كما حصل على جائزة من جامعة يورك في تورونتو لتفوقه الأكاديمي ومهاراته القيادية العالية في دراسة الإنتاج السينمائي والدراسات الدولية. انتقل إلى كندا للدراسة وتخرّج في عام 2009 لينضم إلى منظمة "نايشنز يونايتد"، وأصبح ناطقاً حول حقوق اللاجئين.



تحدّث كثيراً عن حقوق اللاجئين أمام حكومات عالمية، في الولايات المتحدة وبريطانيا وعدد من العواصم الأوروبية وجنوب أفريقيا، واستمرّ في عمله هذا حتى عام 2012. ثم عمل مع صحيفة "هافينغتون بوست"، وركّز على متابعة أوضاع اللاجئين على الحدود السلوفانية ـ الكرواتية، وشارك في نشاطات لدعم اللاجئين في بعض دول الشرق الأوسط وأميركا، خصوصاً اللاجئين الفلسطينيين والسوريين. يقول خزعل لـ"العربي الجديد": "اللجوء في العالم لا يحول اللاجئين إلى جناة كما يروج البعض. رسل الله لاجئون. ولو اطلعنا على أصول المجتمعات لوجدنا أن مواطنيها لاجئون". من هنا، ينادي المجتمعات حول العالم "الانتباه إلى قضية اللاجئ، والإحسان له، إذ إنه في حاجة إلى فرصة حقيقية في البلد الذي يلجأ إليه لكي يمنحه في المقابل".

نجح في تأمين فرص عدة للاجئين حول العالم (العربي الجديد) 


لا يقتصر دعم خزعل على اللاجئ العربي، بل حرص على دعم حقوق الهنود الحمر في كندا، هم الذين يعانون من جرّاء الإدمان على المخدرات. ويرى أنّ هناك قاسماً مشتركاً بينهم وبين حقوق الفلسطينيين، وقد انتزعت الأرض من الاثنين. ويلفت إلى أن كندا تعمل بجد لدعم حقوقهم خلال السنوات الأخيرة، وتدرس الاعتذار لهم عن المأساة التاريخية التي ألمّت بهم.
يحمل خزعل الجنسية الكندية. لذلك، بات قادراً على التنقل بين بلدان عدة وتعزيز علاقاته مع المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان واللاجئين. ونجح في تأمين فرص عدة للاجئين حول العالم، من خلال ربط مجموعة من الخريجين بمؤسسات خارجية، ما أتاح للاجئين العمل عن بعد، خصوصاً أن بعضهم لا يتمتعون بحرية التنقل في ظل ظروف اللجوء التي تقيدهم في البلد الذي يلجأون إليه.



في عام 2013، أصدر قصّته "اعترافات طفل الحرب" باللغة الانكليزية، وهي مستوحاة من قصص حقيقية تتحدث عن الأطفال ضحايا الحروب. في الجزء الأول، حكى عن اللاجئين الذين لا يحتاجون فقط إلى الغذاء، بل إلى تأمين فرص لهم للإبداع والعيش بكرامة. وبعد عام، أصدر الجزء الثاني من القصة، وفيها رسالة مفادها أنّ الشعب السوري الأعزل كان الضحية الأكبر للحرب الدائرة في سورية. أمّا الجزء الثالث في عام 2015، فكان للتأكيد على أن الإرهاب لا ينبت في أرض قاحلة، بل في أرض خصبة وبدعم وتمويل جهات خارجية. يقول: "في لبنان والوطن العربي، ما من مستقبل للفلسطيني. أحلامه مهمشة في ظل سيطرة السياسة والطائفية على حياة الناس".

وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أطلق كتابه "حكاية تالا" في نيويورك، ووصفه كثيرون بأنه إحدى أكثر الروايات جرأة، إذ ينقل واقع الفتاة العربية المضللة، والذي عادة ما يحاول المجتمع العربي عدم التطرق إليه. تناول قصة بائعة هوى فلسطينية في أوروبا، ليحكي من خلالها عن الدعارة والاتجار بالبشر واللجوء الفلسطيني. يقول خزعل إن للحكاية "بعداً إنسانياً، حين تستسلم فتاة لواقع اللجوء المر، بعدما تناسى العالم اليوم اللاجئين الفلسطينيين، نظراً لما يمر به العالم من حروب وهجرة. وما حدث لبائعة الهوى في القصة قد يتكرر مع أخريات، لأننا نعيش في مجتمعات تحكمها الحروب والفتن".

أخيراً، فاز خزعل بجائزة "رجل العام" لمنطقة الشرق الأوسط من قبل مجلة "اسكوير" (Esquire) الأميركية. كما تصدّر لائحة الشباب العرب الأكثر تأثيراً في العالم، والتي أصدرتها مجلة "أريبيان بزنس" لعام 2016. وشملت اللائحة 100 شخصية شابة صنفتها المجلة على أنها "أقوى العرب تحت سن 40 عاماً".

وتوّجته جامعة "يورك" بجائزة "قادة الغد"، وقدمت له منحة لمتابعة دراسته في الجامعة، وجائزة الابتكار من Order of Saint Lazarus عن كتابه "اعترافات طفل حرب (الجزء الأول)".

المساهمون