حقائب "ماما" في اليمن

حقائب "ماما" في اليمن

17 فبراير 2018
حصلت على الحقيبة بعد الولادة (الأمم المتحدة)
+ الخط -
خلّفت الحرب المتصاعدة منذ نحو ثلاث سنوات في اليمن، عدداً كبيرة من الفقراء والنازحين، غالبيتهم من النساء والأطفال، ما جعلهم في حاجة إلى مساعدات عاجلة ومختلفة. من بين هؤلاء الأمهات ما بعد الولادة والرضع، الذين يتلقون بعض المساعدات من المنظمات الدولية.
قبل أسابيع، أنجبت خديجة طفلين توأم في هيئة مستشفى الثورة في صنعاء. حالها حال العديد من الأمهات، حصلت على حقائب "ماما" المقدّمة من صندوق الأمم المتحدة للسكان، كونها غير قادرة على توفير أبسط احتياجاتها. تقول لـ "العربي الجديد" إن الحقيبة أمّنت لها مستلزمات لم تكن متوفرة لديها، كما لم تكن قادرة على شرائها رغم أهميّتها.

ويكثّف صندوق الأمم المتحدة للسكّان، بالتعاون مع شركاء محليين، تدخّلاته لتوفير خدمات الصحة الإنجابية لتلبية احتياجات النازحين من النساء والفتيات. في محافظة صعدة، استفادت أم محمد، وقد حصلت على "حقيبة ماما" في المحافظة، حيث وُزّعت حقائب في 14 مرفقاً صحياً ومستشفى في سبع مديريات. لدى أم محمد ستة أطفال، وهي المرة الأولى التي تلد فيها في مرفق صحي. تقول لـ "العربي الجديد": "رغم المخاض، بقيت في المنزل مدة يومين. لم نتمكن من السفر إلى المستشفى في بداية الأمر بسبب وعورة الطريق. لكنّ الألم الشديد وتعسر الولادة جعل زوجي يخاطر بنقلي إلى المركز الصحي"، مشيرة إلى حصولها على الحقيبة بعد انجابها. وحين رأت ما فيها، اكتشفت أنها كانت تجهل كثيراً من وسائل الحماية والممارسات الصحية. تقول: "لم أكن أعرف شيئاً عن ضرورة استخدام بعض الأمور الصحية التي تحافظ على سلامتي وسلامة الطفل. وهذه الحقيبة ساعدتني على إدراكها، كما أنني ما كنت لأشتريها في مثل هذه الظروف".

وتحتوي حقائب الصحة الإنجابية التي توزّع على النازحات، على حفاضات للأطفال وفوط صحية للأم وملابس وأدوات نظافة للأم والطفل، تساعد على الرعاية وتأمين جزء من الاحتياجات الأساسية للنساء لضمان ولادة آمنة ونظيفة، والحد من المعاناة والآثار النفسية والأعباء المعيشية الصعبة التي يعانين منها من جراء الحرب التي تشهدها البلاد منذ أكثر من ثلاثة أعوام.



في السياق، تقول مسؤولة برنامج الصحة الإنجابية في صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن، أفراح ثابت، إن معظم الأمهات، لا سيما النازحات والمعدمات، اللواتي زادت معاناتهن أكثر من جراء الصراع، يعمدن إلى لف مواليدهن الجدد بغطاء الرأس الخاص بهن أي "المقرمه"، أو المناديل الورقية، أو الصحف، فيما لا تجد أخريات أي شيء لتغطية مواليدهن، وهذا مؤلم"، مشيرة إلى أن الأمهات لا يستطعن شراء المواد الأساسية عند الولادة، التي من شأنها حمايتها هي وطفلها من العدوى والتلوث والالتهابات.

الحقيبة تتيح للأم الاهتمام بصحتها وصحة رضيعها (الأمم المتحدة) 


وتؤكّد لـ "العربي الجديد" توزيع نحو ألفين من حقائب ماما على مستشفيات خاصة بالتوليد في خمس محافظات يمنية (أبين وعدن والحديدة وحضرموت وإب وصنعاء وتعز). و"حقائب ماما" التي قدمت بدعم من أصدقاء صندوق الأمم المتحدة للسكان، تستهدف النساء الفقيرات النازحات والهاربات من أتون الحرب. تضيف: "حقيبة ماما شجعت الأمهات أن يلدن ويحصلن على خدمات في مرفق صحي مؤهل، من شأنه أن يقلل من المخاطر التي يتعرضن لها أثناء وبعد الولادة، إضافة إلى مواليدهن لدى الولادة في المنزل".



في هذا السياق، تصف نادية الحكيمي، وهي طبيبة نساء وتوليد في صنعاء، هذه الحقائب بـ "المشروع الهام الذي يساعد على ولادة آمنه للأم والطفل، وتحقيق وصول خدمات الصحة الإنجابية للجميع، وتعزيز الحقوق الإنجابية، والحد من وفيات الأمهات في اليمن". وتقول لـ "العربي الجديد": "مثل هذه المشاريع، وإن كانت محدودة، من شأنها تخفيف معاناة النساء اليمنيات، خصوصاً النازحات، في ظل الظروف التي تمر فيها البلاد".

يذكر أن أكثر من ثلاثة ملايين طفل ولدوا في اليمن منذ تصاعد الصراع في مارس/ آذار في عام 2015، وفقاً لتقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف). ويساهم صندوق الأمم المتحدة للسكان بشكل كبير في تحسين فرص الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، وتوفير المستلزمات الخاصة بالصحة الإنجابية.

ووفقاً للأمم المتحدة، فإنّ عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة من النزاع في اليمن، والصعوبات في الحصول على المستلزمات الطبية المنقذة للحياة، تزيد الوضع سوءاً بالنسبة لعدد كبير من النساء والفتيات، لا سيما أن نحو 1.1 مليون من الحوامل والأمهات المرضعات يعانين من سوء التغذية. وبحسب تقارير صادرة عن الصحة والمنظمات الدولية، فإنّ وفيات الأمهات في اليمن وصلت إلى 148 لكل 100 ألف مولود حي خلال المسح الوطني لعام 2013.
وبحسب الصندوق، يحتاج ما يقدر بـ 16.4 مليون شخص في اليمن للمساعدة للحصول على الرعاية الصحية، من بينهم 9.3 ملايين امرأة في أمس الحاجة للرعاية الصحية.

المساهمون