عمال غزة يعتصمون لإنقاذ أسرهم من الجوع

عمال غزة يعتصمون لإنقاذ أسرهم من الجوع

15 فبراير 2018
لم تصرف رواتبهم منذ عدة أشهر (عبد الحكيم أبورياش)
+ الخط -
لم تتمكن الحملات التطوعية، التي تنظمها بعض العائلات والنشطاء في قطاع غزة لتنظيف المستشفيات والمرافق الصحية، من إنهاء معضلة القمامة التي تكتظ بها ممراتها وطرقاتها ومداخلها، بعد تعليق عمال النظافة عملهم جراء عدم صرف رواتبهم منذ خمسة أشهر.

وتوقف العمال يوم الأحد الماضي 11 فبراير/ شباط الجاري كليا عن العمل، بعد أسبوع من التعليق الجزئي احتجاجاً على عدم الحصول على رواتبهم المتدنية، والتي لا تتجاوز 700 شيقل (الدولار 3.5 شيقلات)، ما دفعهم إلى تنظيم سلسلة من الوقفات والفعاليات الاحتجاجية، للمطالبة بقوت أطفالهم.

وشهد صباح اليوم الخميس وقفة نظمتها النقابات الصحية، والعاملون في مجمع الشفاء الطبي، تضمنت هتافات ولافتات تطالب بإنهاء وحل الأزمة المتفاقمة، ومنها "موظفينا بلا رواتب"، "مستشفياتنا بلا وقود"، "أجورنا تساوي حياة كريمة"، "الأوبئة بدأت بالانتشار في غزة".

وتقول عاملة النظافة حنان مصلح (48 عاماً) من مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة، وتعيل أسرة مكونة من 10 أطفال، إنها لم تتقاض راتبها منذ خمسة أشهر، مضيفة لـ "العربي الجديد" أنها شاركت في الاعتصام بعد أن أمسى أطفالها جوعى، وأنها لم تعد تتمكن من توفير قوتهم.

وتوافقها في الحال زميلتها أم محمد أبو سليجة (44 عاماً)، وهي أم لسبعة أطفال، إذ تقول: "أوقفنا العمل بشكل جزئي قبل أسبوعين، والآن قمنا بتعليق العمل بشكل كامل، احتجاجاً على أوضاعنا المأساوية، حيث إننا لم نعد قادرين على توفير أدنى الاحتياجات".


أما عامل النظافة سمير حسونة (39 عاماً) ويعيل أسرة مكونة من سبعة أشخاص، فيوضح لـ"العربي الجديد" أنه بات مديوناً للبقالة والصيدلية وللمؤجر، مضيفاً: "راتبي لا يكفي لشيء في حال انتظامه، فما بالكم في حال قطعه لمدة تزيد عن 5 أشهر".

علقوا عملهم بشكل كلي (عبد الحكيم أبو رياش)

ويقول عامل النظافة، رائد فرحات (30 عاماً)، وهو أب لخمسة أطفال، إنه طرد من المنزل الذي يستأجره أربع مرات نتيجة عدم التزامه بدفع الإيجار، ويضيف: "نحن الآن في أصعب حالة اقتصادية، وكنت أضطر للذهاب مشياً على الأقدام إلى عملي نتيجة عدم توفر النقود".

يعيشون أوضاعا اجتماعية صعبة (عبد الحكيم أبو رياش) 


بدوره، يحذر نقيب الممرضين، خليل الدقران، في كلمة له، نيابة عن النقابات الصحية في قطاع غزة، من أن الوضع الإنساني ينذر بكارثة صحية جراء تراكم القمامة بعد إضراب العمال، مبيناً أن ذلك سيؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض في قطاع غزة، وسينتقل إلى المناطق المجاورة.

شعارات تندد بانهيار قطاع الصحة (عبد الحكيم أبو رياش) 


ويطالب الدقران الرئيس الفلسطيني محمود عباس برفع العقوبات عن قطاع غزة، ووزير الصحة الدكتور جواد عواد بالقدوم إلى قطاع غزة والاطلاع عن قرب على الأوضاع الصحية الصعبة فيه، والفصائل الفلسطينية للوقوف أمام مسؤولياتها، داعياً كذلك إلى حل ملف موظفي قطاع غزة، وصرف مستحقاتهم المالية، ويختتم: "لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الكارثة الصحية".

مطالب بحل ملفهم بشكل مستعجل (عبد الحكيم أبو رياش)