عناصر متشددة تابعة لحفتر تفتش مقاهي ومقارّ خاصة ببنغازي

متشددون يفتشون مقاهي وقاعات أفراح في بنغازي منعاً لاحتفالات رأس السنة

29 ديسمبر 2018
رفض المواطنون تدخل العناصر في شؤونهم (Getty)
+ الخط -
أكد عدد من أهالي بنغازي، ثاني أكبر مدن ليبيا، أنّ عناصر متشددة مسلحة تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، تعمل تحت مسمى شرطة الآداب، شددت الرقابة على عدد من المقاهي الكبيرة في بنغازي وقاعات الأفراح الخاصة، ووضعت حراسات في الميادين العامة، محذّرة من الاحتفال برأس السنة الميلادية.

وقال شهود عيان من المدينة، لـ"العربي الجديد"، إن أفراد تلك المجموعات المزودة بأسلحة خفيفة وسيارات تحمل شعار الشرطة هم من "المداخلة السلفيين"، بعضهم يلبس أقنعة لا تكشف وجوههم، ويتدخلون في كل شيء، ولا يمكن لأحد ردعهم، معبرين عن امتعاضهم من تنفّذ هذه العناصر الأمنية في المدينة وتدخّلهم في شؤون الناس.

وداهمت تلك العناصر مقهى كازا، ليلة الخميس الماضي، وسط المدينة، واعتقلت عددا من العاملين فيه، كما اعتقلت أفرادا من أسرة مالك المقهى، على خلفية استضافة المكان عددا من الفتيات اللاتي كن ينظمن لقاءً نسويا لحظة الاقتحام.

وتعيش وزارة داخلية حكومة مجلس النواب ارتباكا كبيرا، على خلفية الانتقادات الكبيرة الموجهة إليها بسبب واقعة اقتحام المقهى، خصوصا بعد صدور بيان تداولته وسائل الإعلام المحلية باسم إدارة الإعلام في الوزارة، الجمعة، يتّهم فيه المقهى بتنظيم حفل ماجن له علاقة بالاحتفال برأس السنة الميلادية، ويؤكد البيان أنه تم ضبط من يلعب القمار، إضافةً إلى ضبط شخصين يرتديان لباس "بابا نويل" .

مالك المقهى نبيل الهمالي، نفى كل هذه الاتهامات، في تصريحات صحافية، مؤكدا أنّ اللقاء كان نسويا بعد أن تم حجز المقهى للنساء فقط، بناء على دعوة نظمتها مؤسسة مجتمع مدني دعت إليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن الصور المرفقة ببيان إدارة الإعلام في الوزارة والتي تظهر مظاهر احتفال ماجن، هي صور قديمة لحفل نظم في العراق قبل سنوات وليس في بنغازي، مؤكدا أن المقهى ليس بمعزل عن الناس ويفتح على شارع رئيسي في المدينة، وأغلب البنات حضرن رفقة أمهاتهن.

وعبّر الهمالي عن احتجاجه البالغ من طريقة مداهمة الفرقة الأمنية للمقهى والذعر الذي نشرته في وسط الفتيات، وكذا اقتحامها بيته، حيث اعتقلوا إخوته ووالده، رغم أن لا علاقة تربطهم بالحدث.

واضطرت الوزارة إلى حذف البيان والصور من على صفحتها الرسمية، ليعلن وزير الداخلية، إبراهيم بوشناف، عن أوامره لشرطة الآداب بضرورة توضيح الملابسات. وجاء إجراء بوشناف بعد خروج الناشطة المدنية البارزة في بنغازي، ريم البركي، في وسائل الإعلام لتناشد بوشناف التدخل، مشيرة إلى أن "عناصر الداخلية داهموا مقهى عاماً حيث الجلسات العائلية والأسر والواجهات الزجاجية، حيث تجلس النساء والفتيات والطالبات والأمهات، وتركت أصحاب المزارع والاستراحات في سيدي فرج التي تقام فيها الحفلات والسهرات والجلسات والليالي الحمراء"، في إشارة منها إلى مزارع نجل حفتر في منطقة سيدي فرج ببنغازي.



لكن الشهود اعتبروا أن عناصر أمن حفتر المتشددة لم تكترث لأوامر بوشناف، وهي مجموعة تتخذ من مقر شركة الأفيكو في بنغازي مقرا لها وتتبع صدام حفتر، وتحمل شعار الشرطة، لا تزال تقوم بتفتيش مقار خاصة.

وبحسب الشهود، فإن عددا من قاعات الأفراح خضعت للتفتيش، بالإضافة إلى مقاه في المدينة، فيما وضعت تلك المجموعة سيارات خاصة بها في الميادين الرئيسية لمنع وجود أي تجمع خلال هذه الأيام.​