سوريون يواجهون مخاطر العبور غير الشرعي إلى تركيا

سوريون يواجهون مخاطر العبور غير الشرعي إلى تركيا

24 ديسمبر 2018
سوريون يعبرون الحدود التركية بطرق غير شرعية(دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

تتكرر محاولات عبور السوريين بطريقة غير شرعية إلى تركيا رغم التحذيرات من مخاطر عبور الجدار الحدودي، وقتل شابان سوريان من بلدة الحارة في درعا، الجمعة، برصاص "الجندرما" التركية خلال محاولتهما العبور من المنطقة الحدودية قرب بلدة دركوش في ريف إدلب، والتي تعتبر من أهم نقاط العبور غير الشرعي إلى تركيا.


ينجح كثير من السوريين في عبور الحدود رغم المخاطر الكبيرة والتكلفة الباهظة، وأغلبهم يدفعهم البحث عن عمل، أو متابعة الدراسة، وبعضهم يعتبرها مرحلة أولى للهجرة إلى أوروبا.
وقال محمد، من ريف حمص الشمالي، إن تكلفة عبوره من بلدة سلقين بلغت 500 دولار أميركي، وأوضح لـ"العربي الجديد": "المخاطر كانت كبيرة، وأخبرنا المهرب أن الضباب الكثيف الذي لف المنطقة في الأيام الماضية هو فرصتنا الأسلم للقفز من فوق الجدار لأن حرس الحدود إذا شاهدونا قد يطلقون النار علينا، وفعلا نجحنا في الدخول، وكان معنا نساء ضمن المجموعة".

وأضاف: "المهرب ينسق مع هيئة تحرير الشام لنقل المجموعات للأماكن المحددة للعبور، ويسدد إيصالا بقيمة 50 دولارا عن كل مجموعة، ويجب عليه تجديد هذا الإيصال في حال فشلت عملية العبور. عند وصولنا للنقطة قرب الشريط الحدودي شعرنا بخوف كبير، لكننا قفزنا فوق الجدار لندخل المنطقة المراقبة من حرس الحدود التركي، وحينها كان الضباب كثيفا، وكان ينتظرنا في الداخل شخص تركي ينسق مع المهرب المسؤول عن إدخالنا في الطرف الآخر".

وتابع محمد: "تركت أبي وأمي في منطقة عفرين، لأنني لم أجد عملا مناسبا، كما أنني لن أتمكن أبدا من متابعة الدراسة، لذلك سأتوجه إلى مدينة إسطنبول حيث يوجد أصدقاء لي، وأعمل كي أساعد أهلي، وبعدها سأقدم على المنح الجامعية المجانية في تركيا".

وتعد مقابلة الأهل من بين الأمور التي تدفع السوريين للمخاطرة بحياتهم ودفع مبالغ كبيرة لقاء العبور إلى تركيا، خصوصا بعد عمليات التهجير التي حصلت في مناطق الغوطة الشرقية وجنوب دمشق وريف حمص الشمالي ودرعا،
ظل عثمان ناصر وحيدا في ريف إدلب بعد وصوله من ريف حمص الشمالي، بينما عائلته تقيم في تركيا منذ خمس سنوات.

وقال ناصر: "بقيت وحيدا في البلدة منذ 2013، بعد أن غادرت عائلتي إلى جرابلس، ثم دخلتْ إلى تركيا بعد أشهر قليلة، وبعد اتفاق التهجير في الريف الشمالي لحمص، غادرت المنطقة إلى إدلب، وبدأت محاولات دخول تركيا، وكسرت ساقي في إحدى المحاولات، وانتظرت حتى شفيت، وبعدها حاولت مجددا، ونجحت بالعبور أنا وزوجتي بتكلفة 1300 دولار أميركي.
وتابع: "بقيت في الطريق قرابة 18 ساعة قبل أن أتمكن من الدخول إلى بلدة صغيرة قرب الحدود داخل الأراضي التركية، ثم أخذني شخص إلى مدينة أنطاكيا، ومنها توجهت للقاء أهلي في مدينة غازي عينتاب".

فشل أنور العمر من جنوب دمشق في العبور إلى تركيا، وهو يحذر الشباب من المحاولة، وقال لـ"العربي الجديد"، إن "المهربين لا يهمهم عبور الشخص أو عدمه بقدر ما يهمهم الحصول على المبالغ المالية، وتجربتي كانت نوعا من التجارة بالبشر، فعند الوصول إلى الجدار قرب الشريط الحدودي تركنا الشخص المسؤول، وأغلق هاتفه".
وأردف العمر: "كنت أريد العمل داخل تركيا لأن الأجور أفضل من هنا، لكن سيذهب تعبي بين إيجار المنزل والخدمات ومصاريف العائلة، وخاصة أنني إذا أردت إدخال عائلتي سيتطلب الأمر مني دفع مبالغ كبيرة، لذلك لن أكررها مجددا، وسأبقى هنا حيث أعيش وأعمل في عفرين".

دلالات

المساهمون