مصائد موت تستهدف الفلسطينيين في مستوطنة "بيت إيل"

مصائد موت تستهدف الفلسطينيين في مستوطنة "بيت إيل"

22 ديسمبر 2018
محاصرة الفلسطينيين ومنعهم من التحرك (Getty)
+ الخط -
في المكان ذاته الذي ارتقى فيه الشاب الفلسطيني قاسم العباسي (17 عاماً) شهيدا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقع ثلاثة شبان آخرين الأسبوع الماضي من قبضة المستوطنين المتطرفين الذين حوّلوا محاور الطرقات في محيط مستوطنتهم "بيت إيل" على المدخل الشمالي لمدينتي رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية إلى مصائد موت للفلسطينيين الذين تتقطع بهم السبل.

غير أنّ الشبان الثلاثة تمكّنوا من النجاة من قبضة المستوطنين وفوهات بنادق الجنود الذين كانوا يرافقونهم ويوفرون الحماية لهم.

يقول أبو عيشة أحد الناجين لـ"العربي الجديد": "ضللنا الطريق في المكان ذاته الذي استشهد فيه العباسي، وبينما نحن نسير هناك فإذا بنحو 50 مستوطنا مسلحين بالبنادق والهراوات والغاز المسيل للدموع يخرجون علينا فجأة ويحاصرون مركبتنا، ثم شرعوا بتحطيم زجاجها وحاولوا إخراجنا منها بالقوة، إلا أننا تمترسنا داخلها ورفضنا الخروج، ثم وجّه جنود رافقوا المستوطنين بنادقهم نحو رؤوسنا ومنعونا من التحرك...".

ويتابع: "وبينما نحن على هذه الحال، ووسط لحظات الرعب الشديدة التي عشناها، مرت دورية لوحدة ياسام التابعة لشرطة الاحتلال، وتدخلت حتى تخلصنا من المستوطنين والجنود وسط صرخات المستوطنين واحتجاج الجنود، وتمكّنا من المغادرة والنجاة من موت محقق".

حين سمع أبو عيشة ما حدث للشهيد قاسم ومن معه مساء الخميس، تذكر اللحظات المخيفة التي واجه  فيها ورفيقاه الموت على أيدي المستوطنين، وقال لـ"العربي الجديد": "كان يمكن أن نكون نحن أيضا ضحايا، ليس للمستوطنين فحسب بل أيضًا للجنود الذين تصرفوا بعنف معنا ومنعونا بداية من التحرك تحت تهديد السلاح".

رواية أبو عيشة تطابق إلى حد قريب ما رواه محمد العباسي أحد الناجين من جريمة الخميس، مع فارق واحد هو أن قريبه قاسم ارتقى شهيدا، ونكل بركاب السيارة جميعا وكادوا أن يلقوا حتفهم على أيدي المستوطنين والجنود.

ويشير أبو عيشة إلى أن هذه الجرائم تؤكد حقيقة أن القاتل والمجرم الأول هم المستوطنون المنفلتون من عقال تطرفهم وعنصريتهم، بينما مهمة الجنود توفير الغطاء والحماية للمجرمين، وما تعرض له الشهيد ومن معه من ضرب وتعرية لأجسادهم دليل على اشتراكهم في جريمة القتل البشعة، وتحول محيط بيت إيل إلى مصائد قتل وموت لكل فلسطيني عابر في الطريق إلى منزله أو المار بمحاذاتها.

من جهته، زعم جيش الاحتلال في تبريره لجريمة القتل أن مركبة قاسم العباسي لم تنصع لأوامر جنود الاحتلال عند حاجز dco مدخل البيرة الشمالي.

أما رواية محمد العباسي لوسائل الإعلام أمس، فإنها تدحض ادعاءات الاحتلال، وتكشف أن  قاسم كان يجلس في المقعد الخلفي لسائق المركبة التي كان يستقلها وأبناء عمه الثلاثة؛ والذين كانوا في طريقهم إلى نابلس، قبل أن يصطدموا بإغلاق الطرق وقيام جنود الاحتلال بإجبارهم على تغيير مسارهم باتجاه مستوطنة "بيت إيل" أي إلى عش الدبابير حيث تجمعات المستوطنين المنفلتين والمسلحين، وهناك وقعوا في مصيدة الموت والقتل، وحدث لهم ما حدث من ترويع وتنكيل.