النوم المنتظم يحمي الأطفال من البدانة

النوم المنتظم يحمي الأطفال من البدانة

22 ديسمبر 2018
النوم مهم لصحة الأطفال (ييغور ألييف/ Getty)
+ الخط -


تكشف إحدى الدراسات أنّ الآباء الذين يُجبرون أطفالهم على النوم في وقت محدّد يومياً، يحمونهم من البدانة في وقت لاحق. ويرى الباحثون أنّ الأطفال الذين ينامون بشكل منتظم يتمتّعون بصحة بدنية وعقلية جيدة في مرحلة المراهقة. على الرغم من ذلك، فإنّ طفلاً واحداً فقط من أصل ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين خمسة أعوام وتسعة، ينام بشكل منتظم. وتبيّن النتائج التي توصّلت إليها الدراسة التي أعدّتها جامعة ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأميركية، أنّ قلّة النوم تزيد من مخاطر السمنة لدى الأطفال.

وتدعم الدراسة التي نُشرت في مجلة "سليب" الصادرة عن جمعية أبحاث النوم الأميركية من ضمن منشورات جامعة أوكسفورد، التوصيات الحالية التي تؤكّد أهمية أوقات النوم المنتظمة وتأثيرها على صحّة الأطفال. بيد أنّه ينبغي الأخذ في الاعتبار عوامل مختلفة مثل الوقت الذي يستيقظ فيه الطفل للاستعداد للمدرسة ومدّة الرحلة.

في السياق، تتحدّث ميشال ميلر من جامعة "ورِك" الواقعة في مدينة كوفنتري البريطانية، عن دراسة حديثة حول كيفيّة معالجة السمنة لدى الأطفال قارنت بين فترة النوم والبدانة، ليتبيّن أنّ الأطفال الذين ينامون فترة أقلّ ممّا يُنصح به في أعمارهم هم أكثر عرضة للبدانة في المستقبل بنسبة 58 في المائة، وذلك في خلال مرحلتَي الطفولة والمراهقة. لذلك، تظنّ أنّ الدراسة جامعة ولاية بنسلفانيا وجدت أنّ عدم حصول الأطفال على فترة نوم كافية يرتبط باستيقاظهم باكراً للذهاب إلى المدرسة. لذلك، يُعَدّ وقت النوم في المساء مهما للغاية. وتشرح ميلر العلاقة بين النوم والبدانة، قائلة إنّ قلة النوم تؤثّر على شهيّتنا، فينخفض هرمون "لبتين" ويرتفع هرمون "غريلين"، ما يؤدي إلى فتح الشهيّة. تضيف أنّ دراسة صدرت في عام 2017 بيّنت أنّ الأطفال الذين يخلدون إلى النوم في وقت متأخّر يفضّلون عادة الحلويات والأطعمة الدسمة والكافيين. وتتابع أنّ قلّة النوم تؤثّر على التمثيل الغذائي والإنسولين والغلوكوز، ما قد يزيد مخاطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري.



من جهتها، تقول المعدّة الرئيسة لدراسة جامعة ولاية بنسلفانيا، سومي لي، والتي تشارك في دراسات حول الشيخوخة في جامعة جنوب فلوريدا، إنّ تلك الدراسة تؤكّد أهمية الحفاظ على سلوكيّات النوم. وتلفت إلى أنّ أولئك الذين حظوا بأوقات نوم أفضل في مرحلة الطفولة حصلوا على ساعات نوم كافية في مرحلة المراهقة. في المقابل، أولئك الذين عانوا من فترات نوم غير كافية في الطفولة كانت أوقات نومهم سيئة خلال فترة المراهقة، بحسب صحيفة "آي" البريطانية الصادرة عن صحيفة "ذي إندبندنت".

تجدر الإشارة إلى أنّ الدراسة اعتمدت على تقييم الأمهات لأنماط نوم أطفالهنّ الذين تتراوح أعمارهم ما بين خمسة أعوام وتسعة. وحين بلغ الأطفال 15 عاماً، جُمعت معلومات عن أوزانهم وأطوالهم لحساب مؤشّر كتلة الجسم. وتقول لي إنّ الدراسة تسلّط الضوء على أهمية تثقيف الآباء والأمهات بما يتعلّق بأوقات نوم أطفالهم، خصوصاً العائلات ذات الدخل المنخفض.

دلالات

المساهمون