مصر تسقط الجنسية عن حفيدة محمد نسيم

مصر تسقط جنسية حفيدة "نسيم قلب الأسد" لحملها جواز سفر إسرائيلياً

21 ديسمبر 2018
ياسمين نسيم (فيسبوك)
+ الخط -

كشفت القاهرة أمس الخميس، عن قرار لرئيس الوزراء مصطفى مدبولي، إسقاط الجنسية المصرية عن المواطنة ياسمين هشام محمد نسيم، المولودة في فلسطين المحتلة في 22 أكتوبر/تشرين الثاني 1997، لأنها تحمل جواز سفر إسرائيلياً دون الحصول على إذن مسبق.

ويعاقب قانون الجنسية المصري، المواطنين الذين يحصلون على جنسيات دول أجنبية بإسقاط جنسيتهم في حالتين؛ الأولى الحصول على جنسية دولة أخرى دون إذن، وعندها يكون الإسقاط بقرار من مجلس الوزراء، والحالة الثانية تتمثل في الالتحاق بالخدمة العسكرية لدولة أخرى دون إذن مسبق من وزير الدفاع.

ويمر خبر إسقاط الجنسية عادة مرور الكرام، لأن الجريدة الرسمية المخصصة لنشر القرارات والقوانين، عادة ما تنقل قرارات مماثلة بإسقاط الجنسية عن مواطنين للأسباب السابقة، أو بمنح الجنسية لآخرين لأسباب مختلفة.

لكن ما استدعى الانتباه هذه المرة، أنّ الفتاة الوارد اسمها في قرار مجلس الوزراء، هي حفيدة ضابط المخابرات محمد نسيم الذي سطرت الروايات والكتب ما قام به من عمليات استخباراتية، كبّدت الاحتلال الإسرائيلي خسائر كبيرة.

وأكد مصدر مقرب من أسرة هشام نسيم لـ"العربي الجديد"، أن ياسمين تعيش حالياً مع والدها ووالدتها في شقة بحي المهندسين الراقي في محافظة الجيزة، بعدما عاشت فترة طويلة في إسرائيل، وأنها مرتبطة بعلاقة عاطفية مع شاب إسرائيلي.

والجد محمد نسيم، الشهير بـ"نسيم قلب الأسد" كما ظهر في المسلسل التلفزيوني المصري المشهور "رأفت الهجان"، الذي حور إلى "نديم قلب الأسد"، ضابط سابق في المخابرات المصرية، وأحد أفراد تنظيم "الضباط الأحرار" الذي قاد الانقلاب العسكري على الملك فاروق في 1952.

وعندما تولى اللواء صلاح نصر رئاسة جهاز المخابرات المصرية، كان محمد نسيم أحد مديري العمليات في الجهاز، وكان من أشهر عملياته تدريب الجاسوس الشهير رفعت الجمال "رأفت الهجان"، والتخطيط لنسف الحفار الإسرائيلي الذي كان الاحتلال يسعى لجلبه إلى المياه المصرية لاستخراج البترول.




عمل نسيم في قسم (الخدمة السرية)، وهو الجهاز المسؤول عن زرع الجواسيس والتخطيط لعمليات اختراق أجهزة العدوّ، وبمرور الوقت أثبت جدارته داخل الجهاز، حتى إن بعض العمليات التي قام بها تمت بتكليف مباشر من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومنها عملية الحفار التي كان ضابطها الميداني وقائدها، ونجح في تهريب السياسي والضابط السوري عبد الحميد السراج من سجنه.

محمد نسيم، المولود في حي المغربلين بالقاهرة القديمة، لديه ولدان هما هشام وفؤاد، وكلاهما يعمل في مجال السياحة، وحصل ابنه هشام على الرقم القياسي في اجتياز بحر الرمال الأعظم بصحراء مصر الغربية بسيارة دفع رباعي، وله علاقات عمل مع إسرائيليين.

تزوج هشام نسيم من إسرائيلية تدعى فيرد ليبوفيتش، وأنجبت منه طفلة كانت حديث الصحافة المصرية والإسرائيلية آنذاك، هي ياسمين، وهي الفتاة التي أسقطت مصر جنسيتها.

ترك محمد نسيم المخابرات في مايو/ حزيران 1971، وأصبح مسؤولاً عن هيئة تنشيط السياحة في جنوب سيناء، وتوفي فجر الأربعاء 22 مارس/ آذار 2000.




وأجرى هشام نسيم حواراً صحافياً في مصر في 2009، قال فيه: "جئت لأتطهّر من سر قديم عمره 18 سنة. جئت لأنظف الجرح بيدي أمام الجميع. أعترف بغلطتي التي دفعت ثمنها غالياً من مشاعري كأب لطفلة لا ذنب لها في الحياة، وكابن لأب عظيم قلما يجود الزمان بمثله"، وأكد أن زوجته "اليهودية" أشهرت إسلامها منذ زمن، وأن ابنته على دينه.

وقال: "إنها غلطة عمري، وما زلت أدفع الثمن. لكنني لم أكن رجلاً خسيساً يرمي ابنته، ويهرب منها، بل تحملت نتائج ما فعلت، وأنشأت البنت على حب مصر، حتى وهي بعيدة عنها".

وعن علاقته بفيرد وكيفية زواجه منها، يقول نسيم: "هي كانت تعمل في قريتي السياحية في طابا، ومع العشرة الطويلة، أحبّت المصريين وأحبت المكان، وكنت أحتاج إليها في إدارة التسويق لأن ثلث السياحة في طابا إسرائيلية. وكنت في احتياج لمساعدة شخص من جنسيتهم، يستطيع أن يفهمهم، ويتواصل معهم، وهي امرأة ناجحة، وتجيد عملها، وما زالت تعمل حتى اليوم".

وكتب الصحافي كرم جبر في مجلة "روز اليوسف" عام 2009: "لا أستبعد أن يكون الزواج مخططاً ومرسوماً من قبل الموساد، وأنهم زرعوا هذه المرأة في طريق هشام قبل 18 سنة فابتلع الطعم وأدخلوها في بيت قلب الأسد". وأضاف: "لا أستبعد أن تكون المرأة الإسرائيلية استخدمت كل أساليب الغواية والترغيب للزواج منه، رغم أنه متزوج من امرأة مصرية".

وأضاف جبر المقرب من النظام: "لا أحد في مصر يربط بين البطل الشجاع محمد نسيم، الذي أوجع إسرائيل ولقّنها دروساً قاسية، وبين النزوة الشيطانية الطائشة التي ارتكبها ابنه وستلاحقه إلى الأبد".

دلالات