حفتر يتوسط بعد رفض دول علاج مصابي حروبه

حفتر يتوسط بعد رفض دول علاج مصابي حروبه

19 ديسمبر 2018
أحد جرحى الحرب في بنغازي(محمد حمس/فرانس برس)
+ الخط -
أكدت مصادر مقربة من قيادة قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر طلب الأخير شخصياً من باريس موافقتها على استقبال آمر كتيبة شهداء الزاوية، جمال الزهاوي، للعلاج بعد رفض عدد من الدول استقبال جرحى ومصابي قواته.

وقال المصدر لـ"العربي الجديد"، إن الزهاوي الذي يعاني من جلطة دماغية منذ نحو 6 أشهر، والذي كان يقود أبرز كتائب حفتر في حربه على بنغازي في السنوات الماضية، رفض عدد من الدول الأوروبية استقباله للعلاج أسوة بغيره من مصابي قوات حفتر. وانتشرت صورة للزهاوي على مواقع التواصل الاجتماعي جالساً على كرسي متحرك بمطار تونس، وهو في طريقه لباريس التي وافقت على علاجه.

وأكد المصدر أن عددا من الدول أعادت مصابي حفتر على دفعات إلى ليبيا، متحججة بعدم توفر العلاج لديها، من بينها روسيا ورومانيا واليونان وألمانيا، كما تضغط دول، منها مصر والأردن وتونس، على حفتر وإدارته من أجل تسديد الديون المتراكمة جراء كلفة علاج مصابي حروبه.

وكشف أن حفتر كلف شخصيات مقربة منه بمراجعة ملف علاج الجرحى والمصابين بالخارج، وكشف عمليات الاختلاس والتلاعب الحاصلة فيه، في خطوة من شأنها تقليل حجم الغضب المتنامي في بنغازي في أوساط مقاتليه الساخطين على إهمال زملائهم لا سيما مبتوري الأطراف.

وبحسب وثيقة مسرّبة، تحمل تاريخ 14 يناير/ كانون الثاني 2018، يبدو أنّها صدرت بعد انتهاء معارك بنغازي، تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي في مارس/ آذار الماضي، فإنّ خسائر معارك بنغازي وحدها التي بدأت منتصف عام 2014 وانتهت رسمياً في يناير 2018 وصلت إلى 2365 مقاتلاً نظامياً، و18534 مقاتلاً مدنياً من شبان المناطق والأحياء. لكنّ الوثيقة لم تحدد ما إذا كانت هذه الأرقام لقتلى أم مصابين أم كليهما.

وبدأت قضية المصابين في الظهور إعلامياً إثر تنظيمهم احتجاجات كبيرة خلال الأشهر الماضية في بنغازي أغلقوا خلالها الطرقات الرئيسة، وامتدت إلى بعض المصابين الذين اعتصموا أمام مقر حفتر العسكري بالمرج، شرق بنغازي، وأخرى أمام المجلس البلدي في بنغازي، بل زادت وتيرتها حين أقدمت أجهزة أمن حفتر على اعتقال عدد من مبتوري الأطراف وطردت آخرين، محذرة إياهم من الوقوف مجددا أمام مقره العسكري.

وبحسب جمعية كوّنها جرحى ومصابو حروب حفتر، فإن عددهم المسجل في بنغازي وحدها بلغ 963 مصاباً، مشيرة إلى أن العدد أكبر من ذلك لكن أسبابا تتعلق ببعد المسافة والتخوف من أجهزة أمن حفتر حدت من إمكانية تسجيلهم والوصول إلى العدد الحقيقي للمصابين.​