اعترافات عناصر داعش تقود إلى مقبرة جماعية في كركوك

اعترافات عناصر داعش تقود إلى مقبرة جماعية جديدة في كركوك

19 ديسمبر 2018
مقبرة جماعية في كركوك (وزارة الداخلية)
+ الخط -

عثرت قوة أمنية عراقية، على مقبرة جماعية في محافظة كركوك، ضمّت رفات أعداد كبيرة من الضحايا الذين أعدموا على أيدي عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، إبّان احتلاله لبلدات في المحافظة، بينما أكد مسؤولون أمنيون أنّ اعترافات قادة في التنظيم قادت إلى تلك المقبرة.


وذكر بيان لقيادة قوات الشرطة الاتحادية، أن "قوة من الشرطة عثرت خلال عمليات تفتيش على مقبرة جماعية تضم رفات مدنيين أعدمهم تنظيم داعش في مدينة الحويجة، ويتم اتخاذ الإجراءات القانونية للبدء بالتحقيق والفحص للتوصل إلى هويات الضحايا".

وقال الشيخ محمود خلف، وهو أحد شيوخ عشائر محافظة كركوك، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوة أمنية عثرت على المقبرة التي تضم رفات عدد غير قليل من عناصر الأمن والمدنيين، وكان داعش أعدمهم بشكل وحشي خلال سيطرته على الحويجة. المقبرة عثر عليها في قاعدة البكارة، وهي أكبر معسكرات التنظيم بالقرب من ناحية الرياض".

وأشار إلى أنّ "المقبرة تمثل صورة بشعة لحجم الكارثة التي أصابت أهالي كركوك، خلال احتلال داعش لبلدات الحويجة ونواحي الزاب والرياض والعباسي والرشاد، لأكثر من ثلاث سنوات"، مبينا أنّ "المقبرة تضم عظاما بشرية، وملابس وأسلاكا قيد بها الضحايا قبل نحرهم أو رميهم بالرصاص".
وأكد أن "عمليات الحفر داخل الموقع مستمرة، وقد تتجاوز أعداد الضحايا العشرات في المقبرة، وهناك مقابر أخرى في المحافظة لم يتم كشفها بعد، وغالبيتها تقع في مناطق التماس التي كانت تفصل قوات البشمركة عن داعش، وبعضها حقول ألغام شهدت مقتل العشرات من المدنيين العزّل، بينهم نساء وأطفال، حين حاولوا الهرب من قبضة داعش، لكنهم وقعوا في قبضته".
ودعا خلف المجتمع الدولي ومفوضية حقوق الإنسان والجهات الحكومية العراقية إلى "ضرورة الكشف عن المقابر الجماعية، وتوثيق حجم الكارثة الإنسانية التي حلت بسكان كركوك".

وأكد مسؤول أمني مطلع على سير التحقيقات مع قادة وعناصر "داعش"، أنّ العثور على المقبرة تم من خلال معلومات أظهرتها التحقيقات. وقال لـ"العربي الجديد"، إنّ "اعترافات أحد قادة داعش في مديرية تحقيقات استخبارات ومكافحة إرهاب الداخلية قادت للعثور على هذه المقبرة، وعلى ضوء التحقيقات توجهت قوة لموقع المقبرة وكشفتها".


ويؤكد مسؤولون محليون أنّ المقبرة ضمت نازحين وقعوا في يد التنظيم، وقال عضو مجلس قضاء الحويجة، أحمد خورشيد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المقبرة تضم رفات مغدورين من أهالي الحويجة ونواحيها، ونازحين حاولوا الهرب، ومتمردين على خلافة داعش، وكلهم قام التنظيم بإعدامهم".
وأوضح أنّ "تلك المقابر تظهر حجم الكارثة التي أصابت أهل الحويجة، من قتل وتعذيب واعتقال وخطف لأكثر من ثمانية آلاف مدني وعسكري، تمت تصفيتهم من قبل داعش".