عوض عبد الصياح... يعرف أيام النكبة

عوض عبد الصياح... يعرف أيام النكبة

20 ديسمبر 2018
كان في الثانية عشرة في عام النكبة (العربي الجديد)
+ الخط -

يتذكر اللاجئ الفلسطيني في لبنان، عوض عبد الصياح، بلاده فلسطين المحتلة، إذ إنّه كان فتى في الثانية عشرة في عام النكبة

"عندما لجأنا إلى لبنان هرباً من فلسطين، لم يكن والدي قادراً على العمل. كنت أكبر إخوتي، فعملت في الزراعة كي نتمكن من العيش، بعدما بعنا ماشيتنا التي أخرجناها معنا من فلسطين، في صور، جنوبي لبنان، حيث مكثنا أربعة أشهر في عام 1948 وأنفقنا كلّ ما جنيناه من بيعها". هكذا يبدأ عوض الصياح عبد الصياح، من بلدة السميرية، قضاء عكا، في فلسطين المحتلة، كلامه إلى "العربي الجديد" متحسراً على ما حلّ بهم في عام النكبة.

يذكر عبد الصياح تماماً ما جرى: "أنا من مواليد عام 1932. أذكر فلسطين جيداً، ونحن كنا نعتاش من الزراعة، ولدينا أغنام وأبقار وغيرها من الحيوانات. كنا ببساطة نعيش حياة كريمة في أرض بلدتنا، السميرية، التي تطلّ على البحر. لم تكن ثمّة مدارس في بلدتنا بداية، لكن مع تأسيس أولى المدارس التحقت بها وتعلمت فترة قبل أن أغادرها".

يتحدث عن حياة عائلته في فلسطين المحتلة في ذلك الوقت: "كان والدي فلاحاً، وكان يبيع خيرات أرضنا كي نعتاش منها. لكن بعد تهجيرنا من فلسطين، فقدنا الخير، ومعه الأمن والأمان، وأتعبتنا الحياة. كان يوم جمعة عندما دخل إلى البلدة جيش الإنقاذ (جيش من متطوعين فلسطينيين وعرب شكلته الجامعة العربية باسم جيش التحرير بداية) وطلب منا أن نخليها للتوجه نحو بلدة أخرى، خوفاً من هجوم الصهاينة بعد هجومهم على بلدة الزيب عند الثالثة صباحاً عن طريق مستعمرة نهاريا".




يتابع عبد الصياح: "خرج أهلي من السميرية وتوجهوا إلى بلدة عمقا، لكنّي وأبي بقينا في بلدتنا. بعدها، غادرت أمي وأشقائي عمقا وتوجهوا نحو لبنان. وبعد تأكدنا من أنّ جيش الإنقاذ لن يتمكن من حمايتنا، تركنا البلدة آخذين معنا ما كان لدينا من ماشية وتوجهنا إلى لبنان عبر الساحل، ومنه التففنا إلى رميش (بلدة داخلية، أقصى جنوبي لبنان) وهناك مكثنا يومين ثم توجهنا إلى بلدة قانا، قضاء صور، حيث مكثنا 18 يوماً، وبعدها إلى مدينة صور الساحلية، حيث اجتمعنا بأهلنا. بقينا في صور لمدة أربعة أشهر، وبعدها انتقلنا إلى مخيم عين الحلوة (صيدا، جنوبي لبنان)". يضيف عبد الصياح: "في البداية سكنّا في الخيام طوال 12 عاماً، كانت الحياة صعبة جداً فيها، لكنّها كانت أجمل بكثير ممّا نعيشه اليوم، فقد كان الناس يخافون على بعضهم بعضاً ويهتمون بهم".

تزوّج الحاج عوض في لبنان، وأنجب ستّة صبيان وستّ بنات، جميعهم تعلموا في المدارس. أما هو وفي عمر السادسة والثمانين، فما زال يحلم بالأرض التي ولد فيها.

المساهمون