غضب بمخيم نهر البارد اللبناني بعد وفاة طفل فلسطيني

غضب بمخيم نهر البارد اللبناني بعد وفاة طفل فلسطيني

18 ديسمبر 2018
فلسطينيو نهر البارد يشكون الظلم والإهمال بحقهم( فيسبوك)
+ الخط -
أحدثت وفاة الطفل الفلسطيني محمد وهبة، من مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في مدينة طرابلس، شمال لبنان، بعد ترويج أنباء عن رفض مستشفيات استقباله، حالة غضب واسعة لدى أهالي المخيم، بينما نفت السلطات اللبنانية الأمر في بيان رسمي.

وتناقلت وسائل إعلام لبنانية وفلسطينية خبر وفاة الطفل البالغ من العمر ثلاث سنوات، اليوم الثلاثاء، مشيرة إلى أن عجز وزارة الصحة اللبنانية عن توفير سرير له في المستشفى، وتقليص خدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وعدم قدرة عائلته على دفع تكاليف علاجه على نفقتها، أدت إلى وفاته.

وقال المكتب الإعلامي لوزارة الصحة اللبنانية في بيان مساء الثلاثاء، إنها قامت باستقصاءات فورية وتواصلت مع "أونروا" باعتبارها الجهة الراعية لاستشفاء الفلسطينيين في لبنان لمعرفة حقيقة ما يتم تداوله عن أسباب وفاة الطفل الفلسطيني محمد مجدي وهبي، نافية ما تم ترويجه عن رفض مستشفيات استقباله. ففي تاريخ 11 أغسطس/ آب، خضع وهبي لعملية في الرأس في مستشفى حمود، وفي 14 سبتمبر، خضع لعملية في الرأس في المستشفى ذاته، وفي 13 ديسمبر/ كانون الأول، أدخل إلى المستشفى الإسلامي وبقي حتى 17 من الشهر نفسه، حيث نقل إلى مستشفى طرابلس الحكومي، وهناك فارق الحياة".

وطالبت وزارة الصحة في البيان، بـ"التحقق من أي معلومة قبل تداولها في وسائل الإعلام أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم تضليل الرأي العام احتراما لحرمة الموت وحرصا على صورة القطاع الصحي في لبنان".


من جانبها، نفت وكالة "أونروا" في بيان اليوم الثلاثاء، أي تقصير في قضية الطفل الفلسطيني، وأكدت أنها وفرت التغطية الطبية والمالية للطفل، وأن المشكلة كانت بعدم توفر سرير في وحدات العناية المركزة في المستشفيات.

وأوضحت الوكالة أنها حوّلت الطفل محمد إلى المستشفى الإسلامي بتاريخ 14 ديسمبر، حيث كان يتلقى العلاج الطبي، مشيرة إلى أن "حالته تدهورت سريعاً ما استدعى نقله إلى غرفة عناية مركزة مخصصة للأطفال، وهي وحدة غير متوفرة في المستشفى ذاته، وبذل الفريق الطبي كل الجهود الممكنة لتأمين سرير للطفل في أي مستشفى من مستشفيات لبنان تتوفر لديه رعاية مركّزة متخصصة للأطفال، لكن للأسف لم تكن هناك أسرّة متاحة".





وذكر بيان الوكالة أنه "نتيجة الجهود المكثّفة، تمكّنت بعد ظهر أمس الإثنين، من توفير سرير في غرفة العناية المركّزة للأطفال في مستشفى طرابلس الحكومي، حيث نُقل الطفل محمد، لكن للأسف توفي في وقت متأخر ليلاً". وأعربت عن أسفها وحزنها لوفاته، وعن تعاطفها العميق مع أسرته، مؤكدة التزامها بتقديم أفضل رعاية ممكنة للاجئين الفلسطينيين.

في المقابل، سادت حالة من الغضب مخيم نهر البارد إثر وفاة الطفل، وأحرق الأهالي الغاضبين الإطارات أمام مكتب "أونروا" في المخيم، محملين الوكالة المسؤولية عن مصير الطفل بسبب تقليص خدمات الرعاية الصحية للاجئين الفلسطينيين.
   
وكان الطفل وهبة بحاجة للدخول إلى العناية الفائقة بعد غيبوبة دامت ثلاثة أيام، ولم يستقبله أي مستشفى طوال هذه المدة، ولكن حين تمكن ذووه من إدخاله إلى المستشفى توفي بعد ساعات.






وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو يظهر حالة والدي الطفل المأساوية بعد وفاته، وشكوى الوالد من الإهمال والاستهتار اللذين أديا إلى خسارته طفلَه.
ويشار إلى أن المستشفيات اللبنانية تفرض قيودا على اللاجئين الفلسطينيين، حيث لا يستطيعون تلقي العلاج فيها.