الغضب يتزايد ضد قمع المسلمين بإقليم شينجيانغ في الصين

الغضب يتزايد ضد قمع المسلمين بإقليم شينجيانغ في الصين

18 ديسمبر 2018
قمع المسلمين متواصل في شينجيانغ (يوشيسلاف أولديكو/ فرانس برس)
+ الخط -
تتذكر أصيلة عالمكولوفا والدموع في عينيها اليوم الذي نقل فيه زوجها إلى مركز لإعادة التأهيل في إقليم شينجيانغ الصيني، حيث تمارس السلطات قمعا شرسا ضد الأويغور وأقليات أخرى في آسيا الوسطى.

تؤكد المرأة أنها لم تسمع منذ عام صوت زوجها، وهو قرغيزي مسلم مولود في الصين، وقد وضعت صوره على طاولة في المطبخ في منزلهما في بشكيك، عاصمة قرغيزستان الواقعة في آسيا الوسطى والمحاذية لإقليم شينجيانغ.
بعد أسابيع من آخر اتصال هاتفي، قالت السيدة البالغة من العمر 33 سنة، إنها تلقت اتصالا من ممثلة لشركة زوجها، وأعلنت لها أنه "أرسل للدراسة" في معسكر، وأضافت "سألتها ماذا سيدرس؟"، لكن الرد الوحيد كان تأكيد أن الشركة "تحاول إعادته".

وتؤكد سلطات شينجيانغ الصينية أن هذه المنطقة الحدودية هي مفترق أساسي لمشروعها "طرق الحرير الجديدة"، والذي يتألف من مجموعة من مشاريع البنى التحتية التي يفترض أن تربط بين آسيا وأفريقيا وأوروبا عبر آسيا الوسطى. لكن بالنسبة لمنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان الواقع مختلف تماما، فقد تحول الإقليم إلى منطقة أمنية يحتجز فيها نحو مليون من الأويغور ومن أقليات مسلمة أخرى (القرغيز والكازاخستان....) في شبكة واسعة من معسكرات إعادة التأهيل باسم مكافحة النزعة الانفصالية والإسلام المتطرف.
وتنفي الصين أي قمع، لكن خلال عام واحد تحول مصير مليون ونصف مليون من الكازاخستانيين في شينجيانغ إلى قضية ساخنة في أكبر بلد في آسيا الوسطى، وفي قرغيزستان، لم تظهر المخاوف بشأن القرغيز الصينيين الأقل عددا إلا مؤخرا بعد شهادات عن توقيف شقيق نائب.

في تشرين الثاني/نوفمبر، شاركت أصيلة عالمكولوفا في إنشاء لجنة لحماية القرغيز الذين يعيشون في الصين، وتطالب هذه المنظمة حكومة بشكيك بالضغط على بكين مصدر الدعم الاقتصادي المهم لهذا البلد الفقير والجبلي.
ويؤكد سيد بيك عيسى اولو، العضو في اللجنة، أن ستة من أقربائه محتجزون. وقال "إنهم أشخاص عاديون، رعاة أغنام وتجار صغار. لا يمكنني أن أصدق ما حدث لهم".

وتشكل أصيلة عالمكولوفا وزوجها خير بيك دولوتخان وحدهما رمزا للعلاقات بين شينجيانغ وآسيا الوسطى، فقد وصل إلى قرغيزستان للعمل مترجما في 2005، ثم أصبح في 2011 المدير التنفيذي لمنجم للفحم تستثمره الصين في جنوب البلاد. في نهاية 2016، ومع تسلم رئيس جديد للحزب الشيوعي الصيني مهامه في شينجيانغ، استدعي دولوتخان إلى مقر مؤسسته. في تشرين الأول/أكتوبر 2017 توقف هاتفه عن العمل. وقالت زوجته إن "ابننا في الثانية عشرة من العمر، وفي المدرسة يسألونه ماذا حل بوالدك؟".

وكان القرغيزستانيون والكازاخستانيون في منأى نسبيا عن القمع الصيني الذي يهدف رسميا إلى مكافحة التطرف الإسلامي، بينما أدت اعتداءات نسبت إلى الأويغور إلى سقوط مئات القتلى في السنوات الأخيرة في الصين.
ويعتبر الرئيس الجديد للحزب الشيوعي الصيني في المنطقة، تشين كوانغو، مهندس هذه السياسة الجديدة للاحتجاز التي أثارت إدانة كبيرة في الخارج. وأكد نائب قرغيزستاني من أصل صيني، أن شقيقه أوقف في الصين، لكنه يرفض التحدث في هذه القضية علنا.


وأكد ناطق باسم وزارة الخارجية في إقليم شينجيانغ أنه لا يعرف شيئا عن توقيف هذا الرجل، وتحدث عن "شائعات". وأكد مسؤولون في وزارة الخارجية الصينية أيضا أن لا علم لهم عن توقيف قرغيزستاني.
من جهتها، لم ترغب وزارة خارجية قرغيزستان التعليق على القضية مكتفية بالقول إن شينجيانغ قضية "حساسة".

ونفت الصين لفترة طويلة وجود معسكرات احتجاز. ثم بعد نشر صور التقطتها الأقمار الاصطناعية وتسريب وثائق رسمية على الإنترنت، تحدثت عن "مراكز تربوية" تعلم اللغة الصينية والرياضة والرقص الشعبي.
وكشف تحقيق أجرته وكالة فرانس برس في أكتوبر/تشرين الأول، أن هذه المراكز التي يبلغ عددها 181، وتنتشر منذ 2014 في شينجيانغ، تشتري خصوصا هراوات وأغلالا وأجهزة لرش الغازات المسيلة للدموع. وتفاصيل التوقيف مصدرها خصوصا شهادات معتقلين سابقين.

أفرج عن أورينبيك كوكسيبيك المولود في الصين من سجن في شينجيانغ في أبريل الماضي بعد احتجازه خمسة أشهر. ووصف دروس التربية السياسية وحالات الإهانة، وهو يخشى أن يكون احتجازه قد أثر على صحته بشكل كبير. وقال "بدأت أفقد الذاكرة. أنسى أسماء الناس والشوارع (...) وكلما مر الوقت أشعر أن الناس يفقدون ثقتهم بي".

(فرانس برس)