طلاب الثانوية السعودية يدرسون الفلسفة لأول مرة منذ عقود

طلاب الثانوية السعودية يدرسون الفلسفة لأول مرة منذ عقود

14 ديسمبر 2018
ظلت مادّة الفلسفة لعقود محظورة بمدارس السعودية (تويتر)
+ الخط -
يشرف فريق مكوّن من سعوديين وبريطانيين تعاقدت معه وزارة التعليم السعودية على وضع مناهج مادّة الفلسفة للمرحلة الثانوية، وتدريب أكثر من 200 معلم ومعلمة على تدريس المادّة بعدما تم إقرار تدريسها بعد تحريم استمر لعقود.

وقالت مديرة إحدى المدارس الثانوية في المنطقة الشرقية بالسعودية، مفضلة عدم الكشف عن اسمها لـ"العربي الجديد"، إنه لم يصلهم حتى الآن تعليمات مباشرة من الوزارة بخصوص وضع مناهج جديدة، أو طلب انتداب معلمات للتدرب على هذه المناهج. وأضافت: "أعتقد أن تطبيق القرار سيبدأ في مدارس الرياض، ثم يعمم لاحقاً على المدن الأخرى".

وظلت السعودية تحظر تدريس الفلسفة في كافة المراحل الدراسية وحتى في الجامعات لعقود، وفقاً لفتاوى وقرارات السلطة الدينية الرسمية، وبينها "اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" التابعة لهيئة كبار العلماء، وهي أعلى سلطة دينية حكومية في البلاد، وورد في نص فتوى رسمية للّجنة التي ترأسها المفتي الراحل عبدالعزيز بن باز: "لا يجوز تعميم دراسة في الفلسفة في دور العلم ومعاهده"، كما حرمت فتاوى كبار العلماء السعوديين دراسة الفلسفة أو قراءة كتبها.

وأعلن وزير التعليم السعودي أحمد العيسى، في المؤتمر الدولي للتعليم الذي عقد في السعودية  الأسبوع الماضي، نية تدريس الفلسفة في مدارس المرحلة الثانوية لأول مرة في تاريخ البلاد، وقال: "لدينا مقرر جديد للتفكير الناقد، وهو محاولة لإدخال مبادئ الفلسفة في المرحلة الثانوية، بالإضافة إلى مقرر في مبادئ القانون سينطلق قريباً".


ودشن العيسى قبل أيام، برنامج "مهارات التفكير الناقد والفلسفة" بشكل رسمي، وأوضح أن "مقرر الفلسفة سيكون جزءاً من مقرر المهارات الحياتية في الوقت الراهن إلى حين تحويله إلى مقرر مستقل في القريب العاجل. سيساعد هذا المقرر الطلاب على التفكير الناقد والتفكير الإبداعي وطرح الأسئلة وبناء الشخصية والمساهمة في تطوير المهارات، ومن المنتظر أن يبدأ تطبيق هذه المناهج في الفصل الدراسي الثاني من هذا العام".

ويعدّ القرار الوزاري المخالف لفتاوى متعددة للسلطات الدينية في البلاد، جزءاً من قرارات منسوبة لولي العهد محمد بن سلمان، في محاولة للحد من تغوّل السلطة الدينية في المجتمع، وتقديم نفسه للمجتمع الدولي باعتباره حاكماً مستقبلياً منفتحاً وليبرالياً، في حين تعصف بتلك الصورة كثير من الأزمات آخرها جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي بالقنصلية السعودية في إسطنبول مطلع أكتوبر الماضي.











دلالات