طالبان توقف شبكات الهواتف النقالة جنوب أفغانستان

طالبان توقف شبكات الهواتف النقالة جنوب أفغانستان

12 ديسمبر 2018
شبكة الاتصالات ضعيفة في بعض مناطق أفغانستان(وكيل كوسار/فرانس برس)
+ الخط -


أوقفت حركة طالبان عمل شبكات الهواتف النقالة في بعض مناطق أفغانستان، وتحديداً في إقليم غزنة، وأبقت شبكة واحدة فقط، ما عرقل حياة المواطنين وإمكانات التواصل فيما بينهم، لا سيما بعد صلاة المغرب، خصوصاً أن الشبكة الوحيدة المسموح لها بالعمل لا يمكنها تغطية المناطق كافة.

وقال زعيم قبلي يقيم في مديرية أندروهو، ويُدعى يار محمد أند، لـ"العربي الجديد": "أصبحت الحياة صعبة للغاية، بعد أن انقطع التواصل بين سكان إقليم غزنة، بسبب منع طالبان شبكات الهواتف النقالة من مزاولة العمل من دون أن تذكر سبباً واضحاً لذلك".

وأضاف يار أن "على أطراف الصراع أن تراعي أحوال المواطنين واحتياجاتهم، إذ إنّ مثل هذه الأعمال تخلق عداء مع الشعب لأنه المتضرر الأكبر، والمواطن يدفع ثمناً أكبر من الحكومة نتيجة هذا القرار".

ويذكر يار أيضاً أن ثلاثة من أبنائه يعملون في مدينة غزنة، بينما تعيش أسرته في مديرية أندر. وأوضح أن التواصل مع الأبناء كان يومياً، لكن بعد أن منعت طالبان الشبكات من مزاولة العمل لم يعد بإمكان الأسرة التحدث معهم. ولفت إلى أن زوجته مصابة بداء السكري وضغط الدم، وحين تسمع عن وقوع أي حادث في غزنة تتصل بأبنائها للاطمئنان عنهم، والآن لم يعد ذلك متاحاً لها.

وأكد أن شبكة "السلام" للاتصالات التي تسمح بها طالبان ضعيفة التغطية، ولا تعمل جيداً، ما يعيق التواصل بين الناس.

أما عزيز الرحمن، أحد سكان مدينة غزنة، فقد قال لـ"العربي الجديد"، "إن الحادث له دلالات كبيرة، أبرزها أن الجماعات المسلحة تركّز على مصالحها، ولا يهمها مصالح الشعب والمواطنين، كما أن الأمر يدلّ على أن لطالبان يداً عليا وأن الحكومة باتت ضعيفة وخسرت السيطرة على مناطق كثيرة كانت تُسيطر عليها سابقاً"، لافتاً إلى أن "المواطن أصبح بين سندان الحكومة ومطرقة طالبان، ولا أحد من أطراف الصراع يرحم الشعب".

ولكن الناطق باسم الحكومة المحلية في إقليم غزنة محمد عارف نوري، نفى في بيان له أن يكون قطع الاتصالات دليلاً على ضعف الحكومة، معتبراً أن "الحكومة أقوى من أي وقت سابق، وأن طالبان لا يمكنها أن تنفّذ قرارها في جميع المناطق"، محمّلاً اللوم للمسؤولين في شبكات الهواتف النقالة، ومشيراً إلى أن الحكومة تتفاوض معهم لإيجاد حلّ للمعضلة.

وذكر نوري أن "القضية كبيرة ومهمة، لا سيما أنها تتعلّق بحياة عامة المواطنين، وأن الحكومة لن توفر جهداً لإيجاد الحلول، بل ستسعى بكل وسيلة لإعادة تشغيل شبكات الهواتف النقالة".

ويرى أفغانيون كثر أن قرار طالبان بالسماح لشبكة واحدة بالعمل سببه أن المسلحين يأخذون الأموال من الشبكات، وأن معظمها لا يدفع للحركة، لذلك أوقفت عمل من لا يسدّد الأموال المطلوبة منه.

وقال عبد الكريم، وهو أحد العاملين السابقين في شبكة "أريبا": "إن جميع الشبكات تدفع لطالبان والمسلحين في المناطق النائية، مقابل السماح لها بمزاولة العمل".

من جانبه أكّد الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، في بيان له، أن الأمر جاء لدواعٍ أمنية، وأن طالبان قررت ذلك للتصدي لقتل المواطنين العزّل بالغارات الجوية.