ربات البيوت والأميات أكثر تعرضاً للعنف في المغرب

ربات البيوت والأميات أكثر تعرضاً للعنف في المغرب

11 ديسمبر 2018
مظاهرة مناهضة للعنف ضد المرأة في المغرب(جلال مورشيدي/الأناضول)
+ الخط -


كشف تقرير جديد لشبكة مراكز النجدة والإيواء، التابعة لمنظمة اتحاد العمل النسائي المغربي، أن أكثر شريحة من النساء في المغرب اللائي تعرضن للعنف خلال العام الجاري هي ربات البيوت بنسبة 48 في المائة، وتليهن النساء الأميات بنسبة 32.53 في المائة.

وتناول التقرير العلاقة الوثيقة بين تعرض المرأة للعنف وبين مستواها الدراسي. وكشفت الناشطة الجمعوية أمال بنمهار، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن تقرير شبكة مراكز النجدة التي تستمع إلى شكاوى النساء المعنفات وتأويهن وتقدم لهن مساعدات، يكشف عن هذا الربط الجدلي بين العنف والتعليم.

وبحسب التقرير، فإن نسبة النساء اللائي تعرضن للتعنيف ولا يتجاوز تعليمهن المستوى الابتدائي تصل إلى 28 في المائة، والنساء اللواتي لديهن مستوى تعليمي يبلغ الإعدادي نسبتهن 22 بالمائة، ثم يتناقص المعدل إلى 11 في المائة بخصوص النساء المعنفات من مستوى تعليمي ثانوي، وأقل من 5 بالمائة بالنسبة للنساء الحاصلات على مستوى جامعي من التعليم.

الناشطة النسائية العاملة في مجال توعية النساء بمقاومة العنف وفضحه في المجتمع، فسرت هذا المنحى بقولها إن "المرأة الأمية أو من لديها مستوى ضئيل من التعليم تعتبر أن تعنيفها خصوصاً من طرف زوجها أو حتى في الشارع، أمراً حتمياً ويليق بها، لأنها مجرد عالة على المجتمع، كما أنها تربت على ذلك في بيتها منذ كانت صغيرة".

وأضافت بنمهار "إن ما يفسر تلقي النساء الأميات أو قليلات التعليم للعنف أكثر من المتعلمات أن الأميات لا يعرفن سبل التقاضي ويجهلن أن القانون في صالحهن، كما أنهن يصبرن غالباً من أجل عيون أطفالهن، بمعنى أن المرأة تعتبر أنها إذا تحدت زوجها الذي عنفها مثلاً قد تتعرض للطلاق ويضيع الأطفال".

واستدركت الجمعوية أن "هذا المعطى لا يمنع أن هناك متعلمات وجامعيات يتعرضن للتعنيف في البيوت من طرف أزواجهن، أو للعنف المعنوي متمثلاً في السب أو التحرش في أماكن العمل، لكن ردة فعلهن تكون في عدد من الحالات أكثر حزماً وحسماً، ويلجأن إلى المحاكم والقانون".

تقرير المنظمة النسائية ربط أيضاً بين تعرض المرأة للعنف وبين طبيعة العمل والوظيفة التي تمارسها المرأة ضحية العنف، إذ إن ربات البيوت هن الأكثر تعرضاً للعنف من غيرهن بنسبة تصل إلى 48 بالمائة، ثم العاملات في المنازل بنسبة 12.43 بالمائة، والعاملات بنسبة 11.2 بالمائة، ثم الموظفات بنسبة7.41 بالمائة، والمستغلات في الأعمال الحرة بنسبة 7.03 بالمائة.

ويأتي العنف النفسي ضد المغربيات في مقدمة أنواع العنف المرتكب بحقهن، من قبيل الشتم والسب والإهمال الأسري والتنقيص أي التحقير والتقليل من الشأن، بنسبة 61 في المائة، وثانياً يأتي العنف الجسدي بنسبة 56 في المائة، ثم العنف الاقتصادي متجسداً في منع المصروف والنفقة بنسبة 32 بالمائة، والعنف القانوني بنسبة 23 بالمائة، والعنف الجنسي بنسبة 8 في المائة.

المساهمون