حياة طلبة مدارس "تقوع" مهددة بسبب شارع استيطاني

حياة طلبة مدارس بلدة "تقوع" في خطر بسبب شارع استيطاني

10 ديسمبر 2018
الشارع الاستيطاني في بلدة "تقوع" (فيسبوك)
+ الخط -
يمر الشارع الاستيطاني الذي يربط مستوطنات جنوب الضفة الغربية المحتلة ببعضها من وسط "خربة الدير" في بلدة تقوع، شرقي مدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية المحتلة، ما يعرض حياة طلبة المدارس للخطر.

في الجوار مدرستان أساسيتان مختلطتان هما "الخنساء" و"الجرمق"، ومدرسة ثالثة ثانوية، وطلاب المدارس الثلاث يضطرون يوميا لعبور الشارع الاستيطاني على امتداد الجهة الشمالية للبلدة من أجل الوصول إلى مدارسهم، ما يعرضهم لعمليات دهس أو لاعتداءات المستوطنين المتطرفين عبر الشارع.

وترفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي السماح لأهالي تقوع بإنشاء ممرات آمنة للطلبة، أو أرصفة مناسبة للعبور، وحتى الإشارات المرورية ممنوعة بذريعة حماية أمن المستوطنين، وذرائع أخرى متعلقة بعمليات رشق الحجارة وإلقاء الزجاجات الحارقة.

وأكد الناشط محمد البدن لـ"العربي الجديد"، أن "خطرا يوميا يحدق بمئات طلبة مدارس البلدة، لا سيما الصغار منهم، في ظل وجود الشارع الاستيطاني الذي يتعمد المستوطنون سلوكه بسرعة فائقة بمركباتهم، دون الاكتراث بحياة الأطفال الذين يعبرونه مضطرين أو يسيرون على رصيفه الهش. هذا الخطر تقوم سلطات الاحتلال بتعزيزه بذرائع وحجج أمنية غير حقيقية".

وأضاف: "مدارس تقوع جزء من الحياة اليومية في منطقة الدير التي يتذرع الاحتلال أنها أراض تابعة له، ويحاول قدر الإمكان من خلال اعتداءاته أن يجبر الفلسطينيين على إيجاد مدارس أكثر أمنا لتفريغ المنطقة والسيطرة عليها بشكل كامل، لذا تتعرض المدارس لعمليات اقتحام متواصلة، ويتم استهداف الطلبة بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، وعرقلة العملية الدراسية وحركة المعلمين، والتضييق على مدراء المدارس".

يعبر الطلبة الشارع بشكل يومي ذهابا وإيابا، وفي السنوات القليلة الماضية دهس المستوطنون نحو 10 طلاب، كان بينها إصابات خطرة، كما حاول جيش الاحتلال الإسرائيلي مرارا وتكرارا تحويلها إلى حوادث سير طبيعية رغم تعمد المستوطنين دهس الأطفال، خصوصا خلال فترات اشتعال الأحداث في الضفة الغربية المحتلة.

يتذرع جيش الاحتلال الإسرائيلي بحماية المستوطنين ووقوع الشارع في منطقة مصادرة مصنفة بحسب اتفاقية أوسلو بتصنيف (C)، ولا يسمح للفلسطينيين بوضع إشارات مرور تحذيرية أو إنشاء مسالك خاصة للمشاة.


وينتهز غلاة المستوطنين المتطرفين كل الفرص لقتل الفلسطينيين وأطفالهم، وسجلت العديد من الاعتداءات التي نفذها المستوطنون على مركبات الفلسطينيين أو المارة عبر الشارع، ومنها عمليات رشق حجارة أو إغلاقه لتنفيذ عمليات احتجاج من قبل المستوطنين.

ويتواجد جنود الاحتلال بشكل يومي على امتداد الشارع الاستيطاني بذريعة تأمين الحماية للمستوطنين المتوجهين إلى أعمالهم، وعلى تلك النقاط العسكرية التي يضعها الجنود يتم إيقاف الطلبة وتفتيشهم وتعمد تأخيرهم عن دوامهم المدرسي، ويتم اعتقال بعضهم، خصوصا إذا ما كانت هناك مواجهات مع الجنود في البلدة.

المساهمون