الفيضانات تجتاح محافظة نينوى وتُغرق الأهالي: أين السلطات؟

الفيضانات تجتاح محافظة نينوى وتُغرق الأهالي: أين السلطات؟

01 ديسمبر 2018
الأمطار لا مسارب لها وأسر عالقة وسط المياه(هميت حسين/الأناضول)
+ الخط -
أغرقت المياه الناتجة عن هطول الأمطار الغزيرة في محافظة نينوى، مناطق بأكملها، واجتاحت المنازل والبنايات، ووصل ارتفاعها إلى عدة أمتار في بعض الأماكن، في حين تعمل فرق الدفاع المدني على انتشال العوائل العالقة.

وقال مسؤول في دائرة بلدية الموصل، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هطول الأمطار الغزير منذ الخميس تسبب بفيضانات كبيرة في المحافظة"، مبينا أنّ "تلك المياه تجمعت ووصل ارتفاعها إلى عدة أمتار، مع التردي الكبير في شبكات التصريف والمجاري، خصوصاً بعد الأضرار التي لحقت بالمحافظة جراء المعارك".

وأضاف أنّ "كوادر البلدية عجزت عن مواجهة هذه الفيضانات، كما تعمل السيارات الحوضية على سحب المياه، لكنّها لا تشكل فارقاً كبيراً، لأن كميات المياه المسحوبة يقابلها هطول كميات مضاعفة مع غزارة المطر"، مؤكدا أنّ "السيارات الحوضية قليلة في المحافظة، ولا تستطيع السيطرة على الموقف".

وحمّل الحكومة المركزية مسؤولية ذلك، وأوضح أنّ "البنى التحتية للمجاري وشبكات التصريف الصحي، تحتاج إلى مخصصات مالية حكومية لإعادة تأهيلها، وهذا غير موجود"، محذرًا من "مغبة عدم إيجاد حلول لأزمة الفيضانات الخطيرة".

واجتاحت مياه الأمطار مئات المنازل السكنية، بينما تحاول العوائل الخروج من منازلها بصعوبة. وقال معاذ الحمداني، وهو أحد أهالي حي القيارة في الموصل، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مياه الأمطار أغرقت منطقتنا، واجتاحت منازلنا، بارتفاع أكثر من متر"، مبينا أنّ "العديد من العوائل تحاول الخروج من منازلها بصعوبة، وأنّ فرق الدفاع المدني تعمل على انتشالها، وخاصة الأطفال".

وأكد أنّ "المشكلة تكمن في عدم إصلاح المجاري وشبكات تصريف المياه، الأمر الذي يجب على الحكومة أن تتحمل مسؤوليته"، مشيرًا إلى أنهم يحاولون النزوح إلى خارج المحافظة.

وتلاقي فرق الدفاع المدني صعوبة بانتشال العوائل والسيطرة على الموقف. وقال حامد الشمري، وهو أحد موظفي الدفاع المدني في المحافظة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الموقف حرج وخارج عن السيطرة، أنقذنا عشرات العوائل من المناطق الغارقة بالمياه". وقال: "سمعنا عن غرق عدد من الأطفال في مناطق مختلفة في المحافظة".

وعطّلت الحكومة المحلية في المحافظة الدوام الرسمي للمدارس، وذكرت في بيان صحافي، أنّ "مجلس المحافظة قرر تعطيل المدارس في المحافظة ليوم غد الأحد، بسبب الأمطار الغزيرة"، داعياً الدوائر الخدمية في المحافظة إلى "مضاعفة جهودها واستنفار آلياتها وكوادرها، لتصريف مياه الأمطار الغزيرة المستمرة". كما دعا الأهالي إلى "التعاون مع الكوادر الخدمية في تصريف مياه الأمطار".

من جهته، دعا النائب عن محافظة نينوى، منصور المرعيد، الحكومة إلى التدخل وإنقاذ المحافظة. وقال في بيان صحافي، إنّ "المحافظة تتعرض لأضرار جسيمة في الممتلكات، نتيجة انسداد القناطر على الطرق الخارجية، فغمرت المياه المناطق المحاذية للطرق والمناطق المنخفضة"، مبينا أنّ "وزير الإسكان والإعمار اعتذر لعدم وجود الأموال الكافية للمعالجة".

كما طالب رئيس الحكومة "بضرورة التدخل الفوري، وتحويل الأموال اللازمة من تخصيصات الطوارئ للمحافظة"، مشددا على أهمية التنسيق المشترك بين الحكومة المركزية والمنظمات الدولية، والحكومة المحلية في المحافظة، لوضع خطط واضحة لإعادة إعمار المحافظة، ومنها مركز مدينة الموصل، إضافة إلى إنشاء البنى التحتية، ومنها شبكات المجاري لمعالجة الفيضانات".

يشار إلى أنّ سوء الخدمات وعدم إعمار الموصل المحررة من قبضة "داعش" منذ أكثر من عام مضى، تسببا بغرق المدينة، التي لا توجد شبكات لتصريف المياه فيها. وتسببت مياه الأمطار بانهيار جسر في المحافظة، كذلك عطلت الكثير من الشوارع عن العمل بسبب ارتفاع منسوب المياه فيها.

المساهمون