"القشابية"... سلاح الجزائريين ضد البرد يتحول إلى معاطف

"القشابية"... سلاح الجزائريين ضد البرد يتحول إلى معاطف

30 نوفمبر 2018
"القشابية" الجزائرية التراثية تحولت إلى معطف (فيسبوك)
+ الخط -
مع حلول فصل الشتاء، ينتشر ارتداء "القشابية" في المدن الباردة في الجزائر، في مشهد متكرر لا تخطئه العين، إذ يكاد لا يخلو بيت في مدن الجزائر العميقة من "القشابية" التي يرتديها الشباب والرجال لمواجهة الصقيع.

و"القشابية" لباس تقليدي عريق يحتل مكانة هامة في المجتمع الجزائري، وهي عبارة عن عباءة ثقيلة مصنوعة من وبر الإبل والصوف مع غطاء للرأس، وهي تصنع عبر "المنسج" التقليدي الذي تحتفظ به بعض العائلات والحرفيين، وتعدّ من الأزياء الشائعة في مناطق أعالي الجبال، حيث تنخفض درجات الحرارة وتتساقط الثلوج بكثافة، وخاصة في الجلفة والأغواط وغرداية.
وقال تومي عياد (52 سنة)، وهو أحد باعة القشابية في منطقة الجلفة (320 كيلومترا جنوب العاصمة الجزائر)، إن كبار السن هم أكثر زبائنه، فغالبيتهم ما زالوا يفضلون استخدام "القشابية" في فصل الشتاء، وأوضح أن "سعر اللباس التقليدي يتباين حسب النوع، إذ يفوق ثمن بعضها 20 ألف دينار جزائري (140 دولارا أميركيا)".

في الفترة الأخيرة، نجح شاب من مدينة الجلفة، في تصميم شكل جديد للقشابية بتغيير شكلها من عباءة إلى معطف يمكن ارتداؤه في أماكن العمل، مع استخدام نفس مواد صناعتها، لتصبح "القشابية" الحديثة عملية أكثر.

وإضافة إلى كونها تمثل للجزائريين موروثا ثقافيا، فإن لها رمزيتها الثورية أيضا، إذ كانت مستخدمة بكثافة خلال ثورة التحرير (1954- 1962)، وكان الثوار يرتدونها لتقيهم البرد في الجبال، ولإخفاء الأسلحة تحتها عند التنقل قرب القرى أو الأرياف، وبسبب هذه الرمزية يعمد كثير من المسؤولين الجزائريين إلى ارتدائها في المناسبات، وارتداها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أكثر من مرة في زياراته الميدانية للولايات.


ويختلف شكل "القشابية" من منطقة إلى أخرى، وكل عام تحتضن ولاية الجلفة احتفالات العيد الوطني لـ"البرنوس" و"القشابية"، باعتبارهما من الملابس التقليدية العريقة في عدة مناطق جزائرية، كما تظهر بشكل كبير في احتفالات اليوم الوطني للصناعات التقليدية، تثمينا للمهارات والمنتج الأصيل، ودعما للحرف في الجزائر.

وأحصت وزارة المؤسسات الصغيرة والصناعات التقليدية، أكثر من 619 حرفيا ما زالوا يعملون في نسج هذا النوع من الألبسة التقليدية، التي تجد بعض الأنواع منها طريقها للتصدير إلى فرنسا والمغرب وإسبانيا.


دلالات

المساهمون