ألم النبذ يدفع إلى حدّ الانتقام

ألم النبذ يدفع إلى حدّ الانتقام

01 ديسمبر 2018
إلى أيّ درجة يشعر بأنّه منبوذ؟ (Getty)
+ الخط -
تثبت البحوث أنّ الأشخاص المنبوذين أو الذين تعرّضوا لتجربة شعروا فيها برفض الآخر لهم، قد يُقدمون على أذيّة الذين رفضوهم أو حتى إلحاق الضرر بأشخاص أبرياء لا علاقة لهم بهم. ثمّة حالات نفسيّة عدّة تحفّز مثل تلك التصرّفات العدوانية المرتبطة بالرفض، بيد أنّ آليات الدماغ التي تشجّع على الانتقام ما زالت غير مفهومة بوضوح، بحسب مقال نشر على موقع "سايكولوجي توداي".

بهدف فهم أفضل لكيفية استجابة الدماغ للرفض، يشير الأستاذ المساعد في علم النفس الاجتماعي في جامعة فرجينيا كومنولث الأميركية، الدكتور ديفيد إس تشيستر، إلى دراسة أعدّها مع فريق من الباحثين. في دراستهم، أخضعوا 60 شخصاً من البالغين الأصحاء إلى تصوير بالرنين المغناطيسي. وُضع المشاركون في الدراسة بداخل جهاز للتصوير وطُلب منهم قذف كرة إلى بعضهم البعض. كانت اللعبة تتركّز ببساطة على قذف الكرة من قبل مشاركَين إلى اثنَين آخرَين والتخيّل بأنّ ذلك يحدث في الحياة الحقيقية. بعد بضع دقائق، توقّف لاعبان عن رمي الكرة إلى شريكَيهما في اللعبة، وراحا يتقاذفانها بين بعضهما البعض بصورة متكررة، بينما كان المشاركان الآخران يراقبانهما. هذا الشكل غير المؤذي من الاستبعاد أثار مشاعر قوية من الرفض. يضيف أنّه بعد الخروج من الجهاز، تحدّث إليه عدد من المشاركين في الدراسة قائلين ما معناه: "هل رأيتَ ما فعله هذان المغفّلان في هذه اللعبة؟". وقد بيّنت النتائج في النهاية أنّه كلما حاولنا قمع ألم الشعور بالرفض، كلما وجدنا الانتقام أجمل. ومثل هذا النشاط في الدماغ قد يؤدّي إلى تعزيز سلوكيات عدوانية.



"كنت أشعر بأنّني فرخ البط الأسود في المنزل". هذا ما تقوله عليا (44 عاماً)، التي تعيش في لندن، لـ"العربي الجديد"، مضيفة أنّ "أهلي يلبّون طلبات أختي الصغرى ويدللونها ويتباهون بها، بينما كنت أجد نفسي لامرئية بالنسبة إليهم". وتتابع: "نبذهم لي أو تجاهلهم لمشاعري عن غير قصد، جعلني أتوقّف عن محاولة لفت انتباههم لي. وعلى الرغم من قربي من أختي، فإنّني بتّ أشعر بالغيرة منها، حتى ولّد هذا الإحساس مع الأيام حالة نفسية عجزتُ عن فهمها. كنت أغضب من نجاحها في أيّ مجال وأتمنى لها الفشل، ورحت أحاول تدمير عزيمتها بشتّى الطرق حين كانت تلجأ إليّ شاكية همومها".

لكنّ عليا تشير إلى أنّه "في المقابل، كان قلبي ينفطر عليها عندما أراها تبكي أو أحسّ بضعفها. لكنّ شيئاً ما في داخلي كان يحضّني دائماً على الشماتة. أنا بذاتي كنت أعجز عن فهم ما أمرّ به، إلا أنّني متأكّدة من أنّ نبذ أهلي لي ومقارنتي بها منذ الصغر على أساس أنّها الأفضل والأجمل أثّرا بي بصورة كبيرة. لذلك أشعر بأنّه من الضروري أن يدرك الأهل كيفية التعامل مع أطفالهم، كي لا يخلقوا فجوة غيرة أو كراهية في ما بينهم قد لا تلتئم على الرغم من تقدّمهم في العمر".

دلالات