العراق يطلق حملة لحماية كوادره الطبية

العراق يطلق حملة لحماية من بقي من كوادره الطبية في البلاد

14 نوفمبر 2018
الاعتذار يؤكد حصول الاعتداء(فيسبوك)
+ الخط -


لم تستطع الحكومات المتعاقبة على حكم العراق خلال 15 عاما توفير أجواء آمنة للكوادر الطبية في البلاد، وتعرضهم للاعتداءات التي تجاوزتهم حتى طاولت عوائلهم، ما نبّه وزارة الصحة للخطر المحدق بهم، ودفعها لإطلاق حملة لحمايتهم.

وقال مسؤول في وزارة الصحة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "وزارة الصحة تنظر بقلق شديد لحالات الاعتداء على الكوادر الطبية في عموم البلاد، وتحاول وضع الحلول الناجعة لها"، مبينا أنّ "الوزارة شكّلت خلية أزمة بالتنسيق مع وزارتَي الدفاع والداخلية وقيادات عمليات بغداد، وأطلقت حملة (الرعاية الصحية في خطر)، محاولة العمل من أجل توفير الحماية والبيئة المناسبة للكوادر الطبية".

وأكد أنّ "الحملة جاءت نتيجة دراسة لمئات الشكاوى، تلقتها الوزارة من قبل كوادر طبية سجّلت ضدّهم خلال الفترة الأخيرة اعتداءات بالضرب أو التهديد، ودفعت عددا منهم للخروج من البلاد"، مبينا أنّ "الحملة بدأت عملها فعلاً بالتنسيق مع الجهات الأمنية، وستضع خطة طارئة لحماية الكوادر الطبية".

ويعيش الأطباء في العراق أجواء خطيرة للغاية، في ظل عدم توفير الحماية الكافية لهم داخل المستشفيات وخارجها، في حين يؤكد مسؤولون الحاجة إلى وقوف البرلمان مع الأطباء، لتشريع قوانين تحميهم.

وقال المقدم في وزارة الداخلية، صلاح التميمي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوزارة شاركت الصحة في اجتماعاتها الأخيرة، وحملتها لحماية الأطباء"، مبينا أنّ "المسؤولية الأمنية مشتركة في حماية الأطباء، ويجب على كل جهة أمنية وصحية أن تأخذ دورها".

وقال: "نحن بصفتنا جهات أمنية اتفقنا أن نستلم المعطيات من وزارة الصحة، ومطالبها، وأسماء الأطباء المهددين الذين تعرضوا للاعتداءات، وتفاصيل عنهم، وسنعقد اجتماعا، ونضع على ضوء تلك المعطيات خطة أمنية طارئة لحماية الأطباء"، مبينا أنّ "الحماية ستشمل المستشفيات بالتأكيد، لكن عيادات ومنازل الأطباء لا يمكن توفير الحماية لها بالكامل، لذا سنضع خطة للحماية الشاملة".

ودعا البرلمان إلى "أخذ دوره في حماية الأطباء، وتشريع القوانين التي تحميهم من الاعتداءات، وتوفير الدعم والتخصيصات المالية للجهات الأمنية، التي ستعمل لحمايتهم".

وما يؤشر على خطورة الوضع العام في البلاد على الأطباء، أنّ الاعتداءات تجاوزتهم لتصل إلى عوائلهم، الأمر الذي يعد غاية في الخطورة، ويتطلب موقفاً حكومياً واضحاً.

واعتبر عضو نقابة الأطباء العراقيين، الدكتور سيف الجميلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحكومة مقصرة بأخذ دورها بحماية الكوادر الطبية، فالطبيب العراقي يعمل اليوم في غابة، ويواجه وحوش العصابات والأشخاص الذين يجهلون دوره في الحياة"، مبينا أنّ "الاعتداءات شبه يومية يتعرض لها الأطباء داخل عياداتهم ومستشفياتهم، وتعرض بعضهم للكسور والتشويه، فضلاً عن القتل والخطف، كما تعرضت عوائلهم للاعتداء".

كما لفت إلى أنّ "عدم اتخاذ إجراءات كفيلة بماية الأطباء، سيتسبب بموجة هجرة جديدة، ويحرم العراق من طاقات علمية وكفاءات كبيرة".

يشار إلى أنّ الأجواء الأمنية في العراق منذ عام 2003 لم تستقر، وتعد غير مناسبة للكوادر الطبية، كما شهد العام الجاري أكثر من 300 حالة اعتداء ضد الكوادر الطبية أعلنتها وزارة الصحة.

المساهمون