كوخ أنتيكا في غزة

كوخ أنتيكا في غزة

غزة

يامن سلمان

avata
يامن سلمان
11 نوفمبر 2018
+ الخط -

الشقيقان الغزيان نضال وهبة نخالة، نجحا في ابتكار مشروعهما الخاص. وصار لهما كوخ أنتيكا في قطاع غزة، يصنعان فيه منتجات خشبية للمنزل

على مدار ثمانية أشهر، ينشط الشقيقان نضال وهبة النخالة على سطح منزلهما الذي تحوّل إلى عالم صغير لصناعة منتجات وأغراض للمنزل من الأخشاب، وذلك في كوخ كان قد بناه والدهما، ليُشبعا شغفهما بالإبداع في ظل قلة فرص العمل وبرامج رعاية الأفكار الإبداعية.

كان الشقيقان قد فكّرا بتقديم هدية لوالدهما يصنعانها بأيديهما. اختارا بروازاً خشبياً للصور، لكنّهما لم ينجحا في صناعته بشكل جيد في البداية. ثمّ أعادا المحاولة واعتمدا على الغراء والبرداخ اليدوي والمنشار. نجحا في تصميم البرواز، ووضعا في داخله صورة والدهما. نضال حسن النخالة (20 عاماً)، هو طالب يتخصص في هندسة الإلكترونيات في جامعة الأزهر في غزة، وشقيقته هبة النخالة (23 عاماً)، التي تخصصت في مجال الرعاية الاجتماعية، نجحا في صناعة البرواز بعدما أحضرا أخشاباً من منجرة جدهما، الذي يعتمد على إعادة تدوير الأخشاب. واليوم، يديران مشروعاً صغيراً في كوخ على سطح منزلهما. فيه، يجمعان الأخشاب الصديقة للبيئة، ويعيدان تدويرها واستخدامها لصنع أغراض للمنزل.



بداية، عرض الشقيقان منتجات صغيرة عبارة عن مرايا مع أخشاب أمام عائلتهما وأقربائهما، ولاقت إعجاباً كبيراً، ثم صمّما أواني خشبيّة بشكل متقن للاستخدام المنزلي. بعدها، حفزهما والدهما على إطلاق مشروعهما الخاص، وصمم لهما كوخاً على سطح المنزل، وأحضر بعض المعدات اللازمة لقص وتصميم الأخشاب ولصقها.

يقول نضال النخالة لـ "العربي الجديد": "كنّا نحاول العمل في غرفة في المنزل بداية. لكن في الوقت الحالي، حياتنا باتت في كوخ خشبي، والكوخ أصبح أهم شيء في حياتنا، نقضي فيه ساعات طويلة، ونسعى يومياً لصناعة منتجات جديدة تواكب العصر. هذا الشيء المتاح أمامنا، ولا نريد التطلّع للواقع الغزي، لأن حال الشباب والخريجين مأساوي. لكن لا نريد التركيز على الأمر".



لا يُخفي نضال الصعوبة التي واجهها هو وهبة مع انطلاقة فكرتهما، لأن بعض الناس يعتقدون أن الأشياء القديمة غالية الثمن. لكنهما يبيعان منتجاتهما بأسعار رمزية أو أقله أرخص من الأسواق. يضيف أن "منتجاتهما تُذكّر بالماضي والحاضر، وتعطي منظراً جميلاً ومريحاً للنفس. في الوقت الحالي، الناس تعود للمنتجات الخشبية".

شقيقته هبة تحب التخصص الذي درسته، لافتة إلى أنه قد يمنحها مستقبلاً جيداً. لكن في الوقت نفسه، يعد مناسباً أكثر للذكور في ظل الحاجة إلى الزيارات الميدانية ودراسة أحوال المجتمع. إضافة إلى ذلك، فقد قدمت طلبات كثيرة للحصول على وظيفة من دون نتيجة. وعلى الرغم من أن صناعة الأخشاب في المجتمع الغزي مرغوبة لدى الرجال أكثر، فقد حصلت على دعم والدها حين طلب منها مساندة شقيقها في قص الأخشاب، من دون أي اهتمام بنظرة المجتمع.



يصنع الشقيقان الصواني الخشبية، ومنها صوانٍ يضعون عليها الزجاج، أو علبا خشبية يضعون فيها الورود أو التحف، ومقاعد صغيرة وأخرى كبيرة، وساعات خشبية وبراويز وغيرها. كما يعتمدان على أخشاب أشجار الزيتون والسرو والصنوبر والتين. لكن الأكثر توفراً في غزة هي أخشاب الزيتون والسرو.

ويروج الشقيقان لمنتجاتهما عبر صفحة "أنتيكا هوم"، و"مول هدايانا" أحد أكبر المجمعات التجارية المتخصصة في بيع الهدايا في القطاع. وشاركا في معرض مرايا فلسطينية قرب شاطئ بحر غزة، ووجدا إقبالاً جيداً على منتجاتهما. تقول هبة لـ "العربي الجديد": "أشعر بالسعادة حين أصنع منتجات جميلة وصديقة للبيئة. وبحسب علم النفس، فإن الأثاث المصنوع من الخشب يمنح الجميع الطاقة الإيجابية. وعادة ما لا نحب تغيير لون الأخشاب. وحين يطلب بعض الزبائن طلاءها، نحاول إقناعهم بإبقائها على لونها الطبيعي".




كحال الكثير من الغزيين، تقف مشكلة انقطاع التيار الكهربائي عائقاً أمامهما في بعض الأوقات، لكنهما يعتمدان على المولدات الكبيرة المكلفة، ويفضّلان عدم الارتباط بجدول الكهرباء في غزة، التي تأتي 4 ساعات يومياً فقط. ولا تتعدى مدة إنتاج وتصميم أي قطعة أكثر من يومين. لكنّهما يفتقدان مادة الإيبوكسي، وهي نادرة في غزة في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 12 عاماً. وعلى الرغم من كل الظروف، نجح مشروعهما في اكتساب شهرة كبيرة بين الغزيين، وهما يطمحان خلال الفترة المقبلة إلى تنظيم معرض خاص. أحلام الشقيقين كثيرة، وقد بدأا في تحقيقها.

الصور بعدسة: محمد الحجار 

ذات صلة

الصورة

سياسة

وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إفادات وصفها بالصادمة عن سلسلة جرائم مروعة وفظائع ارتكبها جيش الاحتلال خلال عمليته المستمرة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
الصورة
إطلاق نار (إكس)

سياسة

شددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، إجراءاتها العسكرية في بلدات عدّة غربي رام الله، وسط الضفة الغربية، بعد عملية إطلاق نار قرب طريق استيطاني.
الصورة
دانييلا فايس

سياسة

تواصل عرّابة الاستيطان وأحد أشد قادته دانييلا فايس تصريحاتها الفاشية المعادية للفلسطينيين، منادية بترحيلهم من غزة وسائر فلسطين والعودة للاستيطان في غزة.
الصورة

سياسة

أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الخميس، بأن بريطانيا اشترطت على إسرائيل السماح بزيارة دبلوماسيين أو ممثلين عن منظمة الصليب الأحمر عناصر النخبة من حماس المعتقلين.