الاحتلال يقسم قرية المنشية الفلسطينية نصفين

الاحتلال يقسم قرية المنشية الفلسطينية نصفين

08 أكتوبر 2018
إهمال لطرق القرية (المجلس القروي)
+ الخط -
قرية المنشية الفلسطينية جنوب مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، التي يعيش فيها نحو 700 نسمة، موزعين على أكثر من 120 منزلاً على مساحة 600 دونم، ويعتمدون في حياتهم على الزراعة والعمالة، منسية ومهملة كما يقسمها الاحتلال إلى نصفين.

ولا تحظى قرية المنشية الصغيرة بمشاريع دعم تعزز صمود السكان هناك، كما أنها القرية الفلسطينية الوحيدة التي يقسمها الشارع الاستيطاني المعروف بشارع رقم (60) الذي يربط كافة مستوطنات جنوب الضفة الغربية المحتلة ومدينة القدس بعضها ببعض. وهو الشارع الذي يلتهم جزءا كبيرا من أراضي القرية، ويعتبر شبحا للسكان الذين يخشون على أطفالهم من الموت دهسا.

هذا الشارع يعتبر خطاً سريعاً، وتسلكه آلاف المركبات للمستوطنين والعرب، ولا يوجد فيه ممرات آمنة لأهالي القرية وطلبة المدارس، ما يجعل الآباء في حالة قلق دائم عند عبور أطفالهم.

ويقسم الشارع القرية إلى شطرين، إضافة إلى أن ما يسمى جهاز "الإدارة المدنية" التابع لجيش الاحتلال الذي يلاحق الأهالي هناك. فنصف المنازل في القرية تحمل إخطارات بالهدم ووقف العمل والبناء، ولو نفذ الاحتلال تهديداته، لسرقت القرية لصالح الخط الاستيطاني لأن معظم الأراضي هناك مصنفة بحسب اتفاقية أوسلو بتصنيف (سي) وجزء صغير منها يتبع للمجلس القروي.

ويقول عضو المجلس القروي في المنشية أبو دية، لـ"العربي الجديد" إن القرية تتعرض لسلسلة من اعتداءات جنود الاحتلال الإسرائيلي بذرائع وحجج أمنية واهية، ومنها الإغلاق المتكرر للمدخل الرئيسي الوحيد للقرية، وكذلك اعتداءات على الأهالي ونصب الحواجز من قبل جنود الاحتلال، ومهاجمة محاصيل الزيتون وتخريب الأشجار في منقطة البقعة التابعة للقرية، وتسليم العديد من إخطارات الهدم ووقف العمل والبناء في المنازل.

البناء في أراضي القرية الزراعية يعتبر مغامرة ومخاطرة، في ظل التهديد بملاحقة صاحب البناء من قبل عناصر "الإدارة المدنية"، وهذا ما يريده الاحتلال حتى يجبر الأهالي على البحث عن مناطق في قرى وبلدات مجاورة للعيش والبناء فيها بغرض التوسع العمراني.

ووفق أبو دية، فإن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تضيّق كثيرا على التوسع العمراني في البلدة، وثمة مخاطر كثيرة تلاحق السكان، وفي حال نفذ الاحتلال تهديده بهدم المنازل المخطرة في الضفة فإن نصف القرية سيدمر تحت عجلات الجرافات.

ويبحث أهالي المنشية عن مشاريع دعم تعزز صمودهم وبقاءهم في القرية، ويشتكون كثيرا من إهمال المؤسسات الرسمية للسلطة الفلسطينية من عدم تخصيص المشاريع لقريتهم، لاسيما تعبيد الطرق كون الطرق البديلة في حال أغلق الشارع الرئيس هي ترابية ووعرة وبحاجة إلى تعبيد وتسهيل. وفي حال جرى عمليا حصار لجنوب الضفة الغربية المحتلة، فإن المنشية هي الممر الوحيد الذي يربط مدن الجنبين ببعضهما، والطرق هناك بحاجة إلى صيانة وتعبيد.

يختم أبو دية حديثه مع "العربي الجديد"، بمطالبة جدية للمؤسسات الرسمية الفلسطينية بضرورة الاستجابة لمطالب أهالي المنشية وتنفيذ مشاريع في البلدة كتعبيد الطرقات، وبناء مركز صحي، وتحسين مستوى التعليم، وكذلك دعم الفلاحين، وتثبيت الأراضي والمنازل حتى لا ينجح الاحتلال في تهجير السكان. ويؤكد أن معظم مخاطباتهم للمؤسسات الرسمية لا تلقى الرد.