السويد: انتقادات لآلية تدريس تقصي المعلومات الرقمية

السويد: انتقادات لآلية تدريس تقصي المعلومات الرقمية

30 أكتوبر 2018
استخدام الحواسيب لاستقصاء المعلومات (ناصر السهلي)
+ الخط -

وجَّهت إدارة التفتيش السويدية انتقاداً لآليات تعليم الأطفال في المدارس استقصاء المعلومات الرقمية، دون إعطاء التلاميذ في الصفوف، من السابع إلى التاسع، أدوات بحثٍ نقديٍّ لما يجدونه على الشبكة العنكبوتية.

وبحسب وسائل الإعلام السويدية، فإن إدارة التفتيش وجدت، بعد بحث ودراسة في أكثر من 30 مدرسة في البلد، أن مدرستين من كل ثلاثٍ تعلم التلميذ كيفية استخدام الحواسيب لاستقصاء المعلومات المتدفقة عبر الشبكة، من دون أن تقدم أي درسٍ للكيفية التي يجب أن يدقق ويتأكد من خلالها التلاميذ من صحة أو زيف ما يجدونه.

ووفقاً لما تقوله المديرة العامة لإدارة التفتيش في السويد، هيلين أنغمو، فإن "التلاميذ لا يجري إخبارهم عن الخوارزميات التي تتحكم بما بحثوا عنه ويتلقونه لاحقاً، ولا يزودون بمعلومات عن ضرورة النظر بعين ناقدة ومتفحصة للمعلومة".

ومع تزايد تدفق الأخبار الزائفة في مجالات عدة في أوروبا، يخشى السويديون من غياب ما يسمونه "غياب نقد المصادر في الوسائط الرقمية، وخصوصاً في مجال العلوم الاجتماعية السويدية، وفي نحو ثلث المدارس يغيب تدريب التلاميذ حول طريقة البحث الاسترجاعي حتى لتلك المواد المتدفقة باللغة السويدية".

وتمضي الإدارة في معرض استنتاجاتها للبحث الذي قامت به إلى أنه "من المقلق أن التدريس لا يتعامل مع المصادر الرقمية، وذلك لأسباب تتعلق في جزء كبير منها بكثرة تدفق المعلومات والاستسلام حيالها، مع غياب أي نوع من الأسئلة النقدية عن تلك المصادر وما تحتويه المعلومات، وبشكل أخص حين يتعلق الأمر بتنمية المهارات الاجتماعية للصغار حين يتلقون عبر وسائط إلكترونية كمّاً هائلاً من المعلومات لا تكون دائماً هي الصحيحة".

واعتبرت هيلين أنغمو في حديثها للقناة التلفزيونية الرسمية، أنّ "ما يثير القلق الكبير هو غياب مراجعة متفحصة في نصف المدارس، حتى فيما يتعلق بالصور، بينما في 3 من كل 4 مدارس تغيب أية أسئلة نقدية ومتفحصة لحقيقة ما يشاهدونه عبر الفيديو كجزء من مراجع تعليمية".

وتبدو أهمية مراجعة ما يتلقاه التلاميذ في السويد بالنسبة لإدارة التفتيش "جزءاً أساسياً من جعلهم يملكون مهارات التمييز بين الحقيقي والزائف باكتساب معرفة وأدوات لا تأخذ كل شيء يشاهدونه وكأنه بديهي".

 


وخلال السنوات القليلة الماضية، تتعرض مجتمعات السويد وإسكندنافيا، ودول الشمال عموماً، لموجة من تدفق ما يسمونه بـ"الأخبار الزائفة"، ويتعلق ذلك بنواح كثيرة بحسب الفئة المستهدفة، ومن بينها تلك التي تتعلق ببنية مجتمعاتها الديمقراطية وعلاقة المجتمعات بالمهاجرين واللاجئين بانتشار هائل لأخبار ليست دائماً صحيحة.​

 

 

دلالات

المساهمون