العراق: مساع للتفاوض ومليشيات "حزب الله" لإعادة نازحي الأنبار

العراق: مساع للتفاوض مع مليشيات "حزب الله" لإعادة نازحي الأنبار

03 أكتوبر 2018
نازحون من الأنبار (تويتر)
+ الخط -


تسعى الحكومة العراقية خلال أيامها الأخيرة، لحسم ملف النازحين ولو جزئياً، بمحاولة إقناع بعض فصائل المليشيات بفسح المجال أمام هؤلاء للعودة إلى مناطقهم، في حين تستغل تلك الفصائل هذا الملف لمساومة الحكومة وتحقيق مكاسب خاصة.

وقال مسؤول في محافظة الأنبار لـ"العربي الجديد"، إنّ "المجلس يتابع ملف النازحين مع الحكومة المركزية، ويبذل كل ما بوسعه لإيجاد حل سريع له، وتذليل العقبات أمام عودة النازحين إلى مناطقهم"، مبينا أنّ "الحكومة شكلت لجانا خاصة لمتابعة هذا الملف، وأنّ تلك اللجان شخصت بعض العقبات التي تحول من دون عودة العوائل إلى مناطقها".

وأكد المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنّ "من أكبر تلك العقبات سيطرة المليشيات على بعض المناطق، ومنع عودة النازحين إليها"، مبينا أنّ "اللجان بدأت بالتفاوض مع المليشيات، والخطوة الأولى مع مليشيات حزب الله، التي تسيطر على منطقة العويسات التابعة لعامرية الفلوجة وكذلك منطقة إبراهيم بن علي، واللهيب بين بغداد والأنبار، إضافة إلى مناطق غربي العراق ضمن أعالي الفرات".

وأوضح أنّ "قادة المليشيات رفضوا الخروج من المنطقة، مروجين أنّ خروجهم يعني عودة داعش إليها"، مبينا أنّ "المليشيات تحاول استغلال الضغط الحكومي للحصول على بعض المكاسب".

وأشار إلى أنّ "المساومات مستمرة، وأنّ الحكومة لا تستطيع أن تفرض ما تريده على المليشيات"، معربا عن أمله بأن "تتمكن الحكومة من حسم هذا الملف وإعادة الأهالي إلى مناطقتهم".

وترزح مئات العائلات من أهالي منطقة العويسات في مخيمات النزوح منذ أكثر من ثلاث سنوات، في حين هددت مليشيات حزب الله، باعتقال كل من يحاول العودة منهم إلى منطقته، ولو على سبيل الاطمئنان على منزله وممتلكاته.

وقال أبو هلال، وهو أحد النازحين من المنطقة، لـ"العربي الجديد"، "حاولنا العودة إلى منطقتنا عدّة مرات، وأجرى بعض المسؤولين وساطات لنا مع مليشيا حزب الله، لكنها رفضت العودة وهددت بقتل كل من يحاول ذلك".

وأكد أنّ "المنطقة محررة بالكامل، ولا يوجد أي تهديد عليها من قبل داعش"، داعياً الحكومة إلى "حسم هذا الملف، وإعادة الأهالي الذين يتضورون جوعا وألماً داخل المخيمات".

ولم تستطع منظمات المجتمع المدني متابعة ملف النازحين، إذ إنّ تهديد المليشيات لها منعها من التدخل. وقال الناشط محمد طالب الدليمي لـ"العربي الجديد"، "دخلت منظمات مجتمع مدني وناشطون منطقة العويسات لمتابعة هذا الملف، لكنّ عناصر المليشيات طوقتنا، وسحبت حتى الهواتف الشخصية".

وأوضح أنّ "تلك المليشيات هددتنا بالتصفية في حال دخول المنطقة مرة أخرى، أو محاولة التقاط صور عن واقع المنطقة"، مؤكدا أنّ "المنطقة بشكل عام صالحة للسكن، ولا يوجد فيها آثار حرب أو دمار".

ولم تستطع الحكومة العراقية طوال سنوات مضت، حسم ملف أزمة النازحين، والتي مازال يعاني نتيجتها الآلاف داخل مخيمات النزوح، بسبب سيطرة مليشيات "الحشد الشعبي" على أغلب المناطق المحررة ومنع أهلها من العودة إليها.