نوبل للسلام

نوبل للسلام

26 أكتوبر 2018
ناديا مراد (برندان سيميالوفسكي/ فرانس برس)
+ الخط -

ليست مصادفة فوز كلّ من، ناديا مراد، ودينيس موكويغي، بجائزة نوبل للسلام لعام 2018. ناديا الناجية من العنف الجنسي ومن الخطف من قبل تنظيم "داعش"، ودينيس الطبيب والناشط في قضايا العنف الجنسي بحق النساء خلال النزاعات المسلحة.

ليست مصادفة لأنّ قضية العنف الجنسي بحق النساء والفتيات باتت في الأشهر الأخيرة من أكثر القضايا طرحاً على الأجندات النسائية والنسوية والإعلامية والسياسية. أصبحت للنساء من جميع أنحاء العالم مساحة للتعبير وللكشف عن حجم الانتهاكات التي تعرضن لها في مختلف سياقات الحياة، سواء كانت في المنزل أو الشارع أو سوق العمل أو في أوقات النزاع والحروب أو في التظاهرات أو حتى في الحج.

يطالعك خبر واحد على الأقل يومياً عن امرأة اغتصبت أو تعرضت لعنف جنسي من حول العالم، أو عن نساء قررن كسر حلقة الصمت، والكشف عن انتهاك جنسي تعرضن له حديثاً أو في الماضي. النساء يبحثن عن عدالة وإنصاف ما، إذا كان الحصول عليها في المحاكم أمراً صعباً. الإقرار العام والعالمي الذي بات مسيطراً على مختلف المرافق الإعلامية والاجتماعية أو الافتراضية (أو أقله النقاش حولها)، يشكل في حدّ ذاته مساراً من مسارات العدالة الانتقالية لضحايا العنف الجنسي والاغتصاب، سواء في الحروب والنزاعات أو في مرافق الحياة العادية.

فوز كلّ من ناديا ودينيس بالجائزة له مدلولات عدة، إن كان على صعيد ضحايا العنف الجنسي أو على صعيد الناشطين/ات المتصدين لظاهرة العنف الجنسي بحق النساء والفتيات. منح الجائزة لنادية هو إقرار عالمي بلحظ معاناة ضحايا العنف الجنسي وقوتهن. الجائزة تتجاوز نادية لتشمل جميع النساء اللواتي ذهبن ضحية الاغتصاب أو العنف الجنسي في أوقات النزاع والحروب. كلّ امرأة ناجية من العنف الجنسي تماهت مع ناديا، ومع فوزها، وإن كان مسار العدالة الانتقالية للضحايا لا يقتصر على هذا الإقرار العالمي فحسب، لكنّه قد يشكل إحدى الخطوات نحو تحقيقه.




بالرغم من أهمية هذا الاعتراف العالمي بحجم معاناة النساء، ضحايا العنف الجنسي أثناء النزاعات أو الناجيات منه، وذلك عبر تجسيده بشخص ناديا، لا بدّ للحكومات من وضع خطط للتصدي، كي لا تبقى مكافحة العنف الجنسي ضمن دائرة الجهود الشخصية، وحظ الناجيات بالترشح أو الفوز بجائزة دولية.

ملاحظة ليست هامشية: منذ إطلاق جائزة نوبل عام 1901، حصلت عليها 48 امرأة من أصل 892 شخصاً، أي ما نسبته 5 في المائة فقط. وبالنظر إلى الرابحات في فئة السلام، نجد أن 17 امرأة حصلن على الجائزة مقابل 89 رجلاً و24 مؤسسة ومنظمة، أي ما نسبته 13 في المائة.

(ناشطة نسوية)

المساهمون