خربة قرقش... محاولات إسرائيلية لسرقة مدينة الشمس والقمر

خربة قرقش... محاولات إسرائيلية لسرقة مدينة الشمس والقمر

18 ديسمبر 2018
إسرائيل تقف عائقاً أمام ترميم آثار الخربة (العربي الجديد)
+ الخط -

تحتفظ خربة قرقش الأثرية، غربي مدينة سلفيت، شمالي الضفة الغربية المحتلة، بحكايا الرومان كما عهدتهم فلسطين، بمنازلهم وأضرحتهم وبرك السباحة والبيوت المنحوتة في الصخر، بينما تواجه محاولة الاحتلال ومستوطنيه لسرقتها وطمس هويتها.

تشكو حجارة الخربة القديمة الواقعة في الجهة الشمالية لبلدة بروقين، غربي مدينة سلفيت، وما تبقى منها، من إهمال مؤسسات السلطة الفلسطينية لها، وعدم الاهتمام بها وترميمها والإبقاء عليها كمعلم سياحي فلسطيني يضم قبور الآباء والأجداد ومن سكنوا فلسطين وعاشوا فيها، في الوقت الذي يريد فيه الاحتلال أن ينفض غبار الرومان ورائحة تاريخهم من خلال إجراءات شلت عصب الحياة في تلك الخربة.
تحمل الخربة اسم مدينة الشمس والقمر لوجود نقوش الشمس والقمر على مدخلها الرئيسي، وهي مقسمة إلى قسمين، العلوي يضم المساكن والمنازل المنحوتة في الصخر، والكهوف والآبار ومقالع الحجارة، وساحة المناسبات الكبيرة، ومعاصر العنب والزيتون، وجامع أرزة، بينما يضم القسم السفلي عددا من القبور والمدافن والأضرحة.

حفر الرومان في الخربة حصونهم، ومنازلهم، وكهوفهم بشكل يدوي في الصخور، بشكل معماري وهندسي لافت للأنظار، وكانوا على ما يبدو مهتمين جدا بالسباحة، فثمة ثلاث برك كبيرة عمق الواحدة منها من ستة إلى سبعة أمتار، وعدا عن الشمس والقمر فثمة الكثير من الرسومات المنحوتة على الأعمدة والحجارة.
يقول بشير الشعيبي، رئيس بلدية بروقين، التي تقع الخربة ضمن أراضيها، لـ"العربي الجديد"، إن ثمة آثارا كثيرة في الخربة تحت الأرض لم يتم التنقيب عنها حتى اليوم، وتعاني كثيرا من الإهمال الرسمي الفلسطيني، رغم أهمية الخربة التاريخية وما تضمه من آثار لفلسطين والحضارات التي مرت عليها وعلى شعبها ودلالة على ملكيتهم لأرضهم.

في الوقت ذاته، تحاصرها سلسلة من المستوطنات وشبكة مصانع للاحتلال، وتلك المصانع تبعد عن أراضيها نحو 30 مترا فقط، وثمة خطر كبير يهدد الخربة الأثرية من توسع وتمدد المصانع من الجهتين الشمالية والشرقية.
ووفق الشعيبي، فإن مساحة أراضي الخربة الكلية نحو 100 دونم (أي ثلاثة آلاف متر) 40 دونما منها فيها معالم أثرية، بحاجة إلى عمليات ترميم وحماية، لا سيما أن بعض قبورها تعرضت للتنقيب والسرقة من قبل المستوطنين.

الخربة هجرت منذ أن انتهت حقبة الرومان، ومع قدوم الاحتلال الإسرائيلي، أصبحت مهجورة من أصحاب الأرض بفعل ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي والاعتداء على كل من يحاول التوجه إليها وتذكر حياة الأجداد، بينما يهاجم المستوطنون المتطرفون الفلسطينيين في المنطقة، ما جعل التفكير في زيارة أضرحة الرومان هناك خطرا ومغامرة.
يقول الشعيبي إن ثمة أمرا عسكريا إسرائيليا يمنع ترميم مدينة الشمس والقمر، كونها مصنفة بحسب اتفاقية أوسلو بتصنيف (ج)، بينما تمنع السلطة الفلسطينية التنقيب عن آثار في المنطقة، والمطلوب هو أن يتم الاهتمام بها ورعايتها وترميمها وتحويلها إلى منقطة سياحية أثرية، لما تضمه من قيمة أثرية تاريخية هامة للفلسطينيين الذين يواجهون احتلالا يسعى لسرقة تراثهم وآثارهم ونسبه إليه.