دراسة جديدة تبشر بعلاج جديد لفقدان السمع

دراسة جديدة تبشر بعلاج جديد لفقدان السمع

20 أكتوبر 2018
الكشف الجديد ينقذ الملايين (تويتر)
+ الخط -


توصل باحثون إلى إعادة بناء الشعيرات الحسية الموجودة في قوقعة الأذن، ما يبشر بإيجاد علاج جديد لفقدان السمع، الذي يخسره الإنسان مع تقدم العمر أو بسبب التلوث السمعي، ومنه الضجيج.

العلاج الواعد توصلت إليه دراسة أعدتها جامعة روتشستر لعلم الأحياء الأميركية، ونشرت في المجلة الأوروبية لعلم الأعصاب في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، واعتبره الباحثون خطوة مهمة نحو ما قد يصبح نهجا جديدا لاستعادة فقدان السمع، إذ إن ضعف السمع يعتبر أمراً واقعاً، خصوصاً بالنسبة للشيخوخة السكانية، ويقدر أن 30 مليون أميركي يعانون بدرجة ما من فقدان السمع. 

وتمكن العلماء من إعادة نمو خلايا الشعيرات الحسية البالغة الدقة الموجودة في قوقعة الأذن، وهي جزء من الأذن الداخلية، التي تحول الاهتزازات الصوتية إلى إشارات كهربائية.

واستخلص الباحثون إمكانية تحفيز وتعزيز إعادة نمو تلك الشعيرات في القوقعة بعد أن لاحظ العلماء منذ فترة طويلة أن الحيوانات مثل الطيور والضفادع والأسماك أثبتت أن لديها القدرة على تجديد خلايا الشعر الحسية المفقودة في أجهزتها السمعية.

وقال مؤلف الدراسة والمشارك في الأبحاث من جامعة روتشستر، جينغ يوان زهانغ: "إنه أمر مضحك، إن الثدييات في المملكة الحيوانية تصبح خارج السياق حين يتعلق الأمر بالتجديد القوقعي". 


وحددت الأبحاث التي أجريت في مختبر باتريسيا وايت في عام 2012 عائلة من المستقبلات مسؤولة عن تنشيط خلايا الدعم في الأجهزة السمعية لدى الطيور. وعند إثارة تلك الخلايا، تتكاثر وتشجع توليد خلايا شعيرات حسية جديدة. وتوقعت أن من الممكن التلاعب بمسار الإشارة هذا لإنتاج نتيجة مشابهة في الثدييات.

وذكرت وايت، وهي بروفسورة ومؤلفة أساسية للدراسة في الجامعة "لدى الفئران، تحفز المستقبلات عمل القوقعة طوال حياة الحيوان، لكن يبدو أنها لا تدفع أبدًا إلى تجديد خلايا الشعر". وأضافت "ربما خلال تطور الثدييات، هناك تغييرات في التعبير عن منظم السمع داخل الخلايا. كان بإمكان المستقبلات تغيير نتائج الإشارات، ومنع التجديد. يركز بحثنا على إيجاد طريقة لتحويل المسار مؤقتاً، من أجل لتعزيز كل من تجديد خلايا الشعر وتكاملها مع الخلايا العصبية، وكلاهما مهم للسمع".

أتاحت الدراسة الجديدة، التي شارك فيها باحثون من جامعة روشستر لعلوم الأحياء، ومستشفى ماساتشوستس للأذن والعيون، التي هي جزء من كلية الطب بجامعة هارفارد، اختبار النظرية القائلة بأن الإشارات الصادرة عن عائلة المستقبلات يمكن أن تلعب دوراً في تجديد القوقعة في الثدييات. وركز الباحثون على مستقبل معين يسمى ERBB2 الموجود في خلايا الدعم القوقعة.

ووجد الباحثون أن تنشيط مسار ERBB2 أثار سلسلة متتالية من الأحداث الخلوية التي بدأت بها خلايا الدعم القوقعة في التكاثر وبدء عملية تنشيط الخلايا الجذعية المجاورة الأخرى لتصبح خلايا شعر حسية جديدة. علاوة على ذلك، يبدو أن هذه العملية لا تؤثر فقط على تجديد خلايا الشعر الحسية، ولكنها تدعم أيضًا تكاملها مع الخلايا العصبية.

"عملية إصلاح السمع هي مشكلة معقدة وتتطلب سلسلة من الأحداث الخلوية"، قالت وايت. وأضافت "عليك أن تقوم بتجديد خلايا الشعر الحسية ويجب أن تعمل هذه الخلايا بشكل صحيح وتتصل بالشبكة الضرورية من الخلايا العصبية. هذا البحث يوضح مسار الإشارات الذي يمكن تفعيله بطرق مختلفة، ويمكن أن يمثل طريقة جديدة لتجديد القوقعة، وفي النهاية، استعادة السمع".

المساهمون