لماذا استحق طبيب جنوب سوداني جائزة "نانسن" لخدمات اللاجئين؟

لماذا استحق طبيب جنوب سوداني جائزة "نانسن" لخدمات اللاجئين؟

02 أكتوبر 2018
الطبيب إيفان أتار أداها يتسلم جائزة نانسن(سيريل زنغارو/فرانس برس)
+ الخط -


أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فوز الطبيب إيفان أتار أداها، وهو جراح من جنوب السودان، بجائزة نانسن لعام 2018 لتفانيه على مدى 20 عاما لخدمة المتضررين من الصراع والاضطهاد في السودان وجنوب السودان، والمجتمعات التي تستضيفهم.

ويدير الدكتور أتار المستشفى الوحيد في بونغ في شمال شرقي جنوب السودان، حيث يوفر الخدمات الطيبة لأكثر من مائتي ألف شخص، بمن فيهم 144 ألف لاجئ من ولاية النيل الأزرق في السودان وسكان مقاطعة مابان.

ويجري فريقه نحو 58 عملية في الأسبوع في ظروف صعبة وبموارد وتجهيزات محدودة، ونظرا لعدم توفر مخدر عام، يضطر الأطباء لاستعمال حقن الكيتامين والتخدير النخاعي.

وتكرم جائزة نانسن التي تقدمها المفوضية الخدمات الاستثنائية المقدمة للنازحين قسرا. وقدمت الجائزة التي تبلغ قيمتها 150 ألف دولار للطبيب أتار في حفل في جنيف أمس الاثنين.



وبسؤاله عما ينوي فعله بهذا المبلغ، قال الدكتور أتار، لموقع الأمم المتحدة: "يواجه المستشفى تحديات. فعندما جئنا من الكرمك عام 2011، كان المستشفى مركزا للرعاية الطبية، وتمكنا بدعم من مفوضية اللاجئين ومنظمة حقيبة ساميرتان من تحويله إلى مستشفى يمتلك المقومات الأساسية. التحديات التي نواجهها تتمثل في البنية التحتية والمعدات وبناء قدرات العاملين، لذا سنستخدم تلك الأموال للعمل على هذه المجالات".


وقال المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي بالمناسبة: "عمل الدكتور أتار طوال عقود من الحرب الأهلية والصراع، وهو مثال حي للإنسانية والإيثار. من خلال جهوده الدؤوبة، تم إنقاذ حياة آلاف الأشخاص وحصل عدد كبير من الرجال والنساء والأطفال على فرصة جديدة لبناء مستقبل لهم".

وأدت الحرب الأهلية التي دخلت الآن عامها الخامس إلى أسوأ حالة طوارئ في جنوب السودان، وهي أيضا الأسوأ والأسرع نموا في أفريقيا، وثالث أكبر أزمة لاجئين في العالم، مع وجود حوالي 1.9 مليون نازح داخلي و2.5 مليون شخص آخر لجأوا إلى البلدان المجاورة.

وحصل الدكتور أتار على منحة لدراسة الطب في الخرطوم في السودان وعمل بعدها في مصر. وفي عام 1997، مع انتشار الحرب في ولاية النيل الأزرق في السودان، تطوع للعمل هناك، وأنشأ أول مستشفى في الكرمك من لا شيء، وعمل تحت قصف جوي مباشر.

وأجبرت أعمال العنف المتزايدة في عام 2011 الدكتور أتار وموظفيه على مغادرة المستشفى والفرار بما استطاعوا نقله معهم من معدات في رحلة استغرقت شهرا. وبعد الوصول إلى بونغ، أنشأ أول غرفة جراحة هناك.

ويستضيف جنوب السودان نحو 300 ألف لاجئ، 92 في المائة منهم سودانيون من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق القريبتين من حدود جنوب السودان.

(العربي الجديد)

المساهمون