النظام السوري يضغط على موظفيه للعودة إلى مناطقهم

نظام الأسد يضغط على موظفيه للعودة إلى مناطقهم

16 أكتوبر 2018
يضغط لإعادتهم إلى مناطقهم (Getty)
+ الخط -



يحاول نظام الأسد إقناع سكان بعض المناطق السورية بالعودة إليها، بعد أن غادروها إلى مناطق أخرى تخضع لسيطرته، إما بسبب تنظيم "داعش" أو بسبب استمرار المعارك، وقد دشن حملته بالموظفين الذين يتحكم في مصدر دخلهم.

ويضغط النظام السوري على الموظفين الذين نقلوا وظائفهم بشكل موقت من درعا وتدمر ودير الزور، إلى مدن دمشق وحمص وحلب، محاولا خلال هذه الفترة إعادتهم إليها.

"زهير" ابن مدينة تدمر المقيم حاليا في حمص، يتساءل من خلال لـ"العربي الجديد": "كيف يسعى النظام إلى إعادة موظفي المدينة إليها من خلال الضغط عليهم؟"، وأضاف: "اجتمع محافظ حمص مع موظفي ووجهاء مدينة تدمر مرتين، بهدف إقناعهم بضرورة العودة إلى المدينة، وحاول إظهار الحقوق على أنها عرفان من الدولة للسكان كترميم بعض المدارس وتنظيف الشوارع، فضلا عن صيانة الكهرباء، وإعادة تأهيل بئر واحة البساتين التي تمكن الأهالي من مزاولة الزراعة".

ويضيف: "في المقابل، أجبر كوادر المشفى في المدينة على العودة ومزاولة عملهم فيه، بعد تهديدهم بالفصل من وظائفهم إذا لم يعودوا. والذي يرفض عليه أن يتحمل تبعات رفضه".

ويتابع: "المدينة الآن يسكنها شبيحة النظام، إضافة إلى عناصر المليشيات الإيرانية الذين يتجولون فيها ويتنقلون بينها وبين مدينة دير الزور، وفيها مليشيا من المقاتلين الأفغان الذين استقدمتهم إيران"، لافتا إلى أنّ "عودة الأهالي في ظل هذه الظروف شبه مستحيلة، كما أن الخوف من هجمات جديدة لتنظيم داعش في حال العودة يثير قلقهم بالدرجة الأولى".

من جهته، لا يفكر ابن مدينة درعا "محمد أبو يمان" في العودة إلى مدينته لأسباب كثيرة، يذكر منها تردي الخدمات بشكل عام، فضلا عن كون أطفاله اعتادوا على المدارس في العاصمة دمشق التي يقيم فيها منذ خمسة أعوام تقريبا، بعد امتلاكه منزلاً كان قد اشتراه في منطقة دف الشوك عام 2007.

ويقول "أبو يمان" لـ"العربي الجديد": "كل هذه الأمور تدفعني للبقاء هنا في دمشق دون العودة إلى مدينتي الأم درعا، فمجرد نقل الأسرة إلى هناك وكذا الوظيفة سيترتب عنهما الكثير من التبعات، ولن يكون من السهل التأقلم مع الأوضاع من جديد، خاصة أن المدينة شبه مدمرة في الأحياء التي استعاد النظام السيطرة عليها بعد الاتفاق أخيرا".


بدوره يقول علي أبو عمار (44 عاما) لـ"العربي الجديد": "بالنسبة إلينا نحن أبناء مدينة دير الزور كنا قبل الثورة نعاني من إهمال نظام الأسد لنا، وحالنا كحال كافة المناطق شرق سورية التي كانت مهمشة، والآن يحاول النظام إرغامنا على  العودة إلى منازلنا التي دمرت بشكل شبه كامل".

ويتابع: " تضرر منزلي بشكل كبير، ونقلت وظيفتي منذ أعوام إلى مدينة حلب، صحيح أن الحياة صعبة هنا والمصاريف ضخمة، لكن منذ فترة عدت لأتفقد ما تبقى من منزلي فوجدت المليشيات الإيرانية تتجول هناك وتمنع الكثير من الأهالي من الدخول إلى منازلهم، فعدت أدراجي وعلمت أننا قد لا نعود أبدا، وفي حال أرغمنا النظام وهددنا بالطرد من الوظيفة أو العودة إلى دير الزور، حينئذ من الممكن أن أترك الوظيفة وأجد عملا آخر لأنه لا مجال للبقاء بين الدمار والخراب".