أضرار مادية كبيرة بالمهرة اليمنية جراء الإعصار"لبان"

أضرار مادية كبيرة بالمهرة اليمنية جراء الإعصار "لبان" ودعوات لتوخي الحذر

16 أكتوبر 2018
دعوات لتوخي الحيطة والحذر (تويتر)
+ الخط -
أعلن محافظ محافظة المهرة، شرقي اليمن، راجح باكريت، اليوم الثلاثاء، أن المحافظة ما زالت تحت تأثيرات العاصفة الجوية "لُبان"، بعد تراجعها من إعصار إلى منخفض مداري، وبعد الخسائر الكبيرة التي ألحقتها بالمنازل والطرقات، وصولاً إلى قطع خدمات الإنترنت.

وقال باكريت في بيان مقتضب، مساء الثلاثاء، إن المهرة ما زالت "تحت تأثيرات المنخفض المداري لبان"، وإن هناك "أمطاراً تتساقط في مختلف مناطق المحافظة وسيولاً جارفة قادمة"، وجدد التحذير لـ"جميع المواطنين بأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر وعدم المجازفة بعبور الأودية أثناء جريانها".

وجاء البيان بعد يوم من إعلان الحكومة اليمنية أن المحافظة منطقة "منكوبة"، جراء الأضرار الكبيرة التي تركتها السيول والأمطار الغزيرة الناتجة عن إعصار "لُبان"، الذي ضرب المحافظة يومي الأحد والإثنين.

وأفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" بأن مروحيات عسكرية بدأت، يوم الثلاثاء، بإجلاء بعض الأسر التي حاصرتها السيول في بعض المناطق، بعد يوم من النداء الذي وجهته السلطات المحلية إلى المنظمات المحلية والتحالف بالتدخل لإنقاذ عشرات الأسر المحاصرة بالسيول.

في الأثناء، أشاد محافظ المهرة بتجاوب الرئيس عبدربه منصور هادي بـ"بإرسال مروحيات ساهمت كثيراً في إجلاء وإنقاذ المئات من الأسر العالقة وسط السيول وتحت الأمطار".


وخلفت سيول الأمطار الجارفة الناجمة عن العاصفة المدارية "لبان" أضراراً مادية كبيرة، ووصف هيثم الحمادي، أحد سكان المهرة، الأوضاع الإنسانية في مركز المحافظة بـ "الصعبة للغاية".

وقال الحمادي لـ"العربي الجديد": "منذ الصباح الباكر وأنا في طابور طويل لكي أحصل على ماء للشرب وطهي الطعام، لأن شبكة المياه تضررت بشكل كبير، إذ إن معظم الآبار التي تغذي المدينة طمرتها السيول، وعلى إثرها أغلقت محطات تحلية مياه الشرب أبوابها أمام المواطنين". مشيرا إلى أن معظم محلات المواد الغذائية مغلقة، جراء تضرر مخازنها بشكل مباشر من السيول، كما أن "الناس تقف في طوابير طويلة أمام أفران الخبز، في مشهد لم يحدث من قبل في تاريخ المدينة".

وأضاف الحمادي بأن "التيار الكهربائي مقطوع منذ بدء العاصفة، وكل الطرق تغمرها السيول ولا نستطيع التنقل نهائياً"، لافتاً إلى "أن الطيران الحربي اليمني مستمر بإجلاء العائلات العالقة منذ السابعة صباحاً".

جرف الإعصار عدداً من السيارات (فيسبوك)

وأوضح الحمادي أن السلطات المحلية "لم تستطع توفير مياه الشرب للنازحين في المدارس والمرافق الحكومية، وتعتمد على المواد الغذائية المعلبة، بشكل رئيس حتى اللحظة"، في ظل غياب كامل للمنظمات الإنسانية والإغاثية.

وبحسب شهود عيان، فان الإعصار جرف عدداً من السيارات والجسور والمزارع. وقال المواطن وضاح حسين إن سيارته تضررت بشكل كبير بسبب العاصفة التي استمرت لساعات طويلة.

وأضاف حسين: "هذه السيارة مصدر رزقي وعلى الحكومة تعويضي". وعن أوضاع النازحين قال حسين إنهم يعيشون أوضاعاً معيشية صعبة، فمنازل كثير منهم غمرتها المياه وأتلفت ما فيها، مطالباً المنظمات بالإسراع في عملية توفير المواد الإغاثية لها.

وفي سياق متصل، أكد مدير مكتب الصحة بالمهرة، عوض مبارك، عدم وجود أي إحصائيات رسمية دقيقة حتى اللحظة عن عدد الضحايا، من جراء تعثر التواصل مع كثير من المناطق بسبب تضرر شبكات الاتصالات.

وأوضح مبارك، في تصريح لـ"العربي الجديد": "لدينا معلومات تفيد بأن السيول تدفقت بقوة على مديرية قشن، منذ الساعة الثانية والنصف، صباح اليوم الثلاثاء، إذ أدت إلى انهيار سور المركز الصحي التابع للمديرية، وتعرض عدد من المواطنين لإصابات مختلفة". وبيّن أن شحنة أسطوانات الأوكسجين التابعة لمستشفى الغيضة عالقة على بعد 30 كيلومتراً.

وبسبب إعصار لبان، توقفت خدمة الإنترنت من جراء الأضرار الكبيرة التي لحقت بشبكة الاتصالات وانقطاع كابلات الضوء بين مديريات المحافظة، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية بنسختها التابعة للشرعية.


ونقلت الوكالة عن مدير فرع مؤسسة الاتصالات بالمهرة، محمد باكريت، أن محطات شركة اتصالات الهاتف النقال يمن موبايل انقطعت في جميع مديريات المحافظة باستثناء محطة يمن موبايل في مديريتي سيحوت والغيضة، كما تضررت الشبكات الداخلية وبعض مباني الاتصالات والأبراج في عموم مديريات المحافظة.

 

وأعلن المركز الوطني للأرصاد الجوية في اليمن، مساء أمس الإثنين، عن انتهاء العاصفة المدارية "لبان"، وتحولها إلى منخفض جوي، مع بقاء التأثيرات غير المباشرة نتيجة للرطوبة العالية في طبقات الجو العليا على محافظتي المهرة وحضرموت.

ويتوقع المركز الوطني للأرصاد استمرار حالة عدم الاستقرار، وهطول الأمطار المتفرقة والمتفاوتة الشدة المصحوبة بالعواصف الرعدية على أجزاء من تلك المحافظات.

 

المساهمون