مياه المجاري... حرب الاحتلال على سكان الخان الأحمر

وصف مواطنو قرية الخان الأحمر شرق القدس المحتلة المهددة بالهدم واقتلاع سكانها عملية إطلاق مستوطني مستوطنة كفار أدوميم المطلة على قريتهم لمياه المجاري، بأنها حرب تستهدف الأهالي والبيئة التي يعيشون فيها منذ عقود طويلة، لإرغامهم على مغادرتها طوعاً بعد فشل كل أساليب القمع والقوة التي لجأت إليها سلطات الاحتلال بحقهم.

وأطلق مستوطنو كفار أدوميم كميات هائلة من مياه الصرف الصحي باتجاه القرية، وعلى تخوم مساكنها التي جرف الاحتلال الأراضي المحيطة بها؛ في حين استقدمت جرافات عسكرية بحماية قوات كبيرة وشقت قنوات لتصريف تلك المياه قبل أن يشتبك الأهالي مع المستوطنين والمتضامنين معهم، لكن الاعتداء على الأهالي تسبب لبعضهم بكسور ورضوض.

وفي هذا السياق، أكد رئيس المجلس القروي لقرية الخان، عيد خميس، أن إطلاق مياه الصرف الصحي هو حرب على السكان قبل أن يكون حربا على البيئة وتدميرها. وقال لـ"العربي الجديد": "بينما كانت جرافات الاحتلال تشق القنوات في محيط منازل القرية لتصريف تلك المياه العادمة، فإن هدف الاحتلال إرغامنا على المغادرة من خلال مياه مستوطنيه التي تسببت في المرة الأولى قبل أكثر من أسبوعين بالأمراض التي أصابت أطفالنا ونساءنا".

وأضاف "الآن هم يشقون القنوات لتصريف تلك المجاري ليس حفاظا على البيئة والسكان، بل لتهيئة المكان لاقتحامات جرافاتهم وجنودهم حال قرروا تنفيذ عملية الهدم للقرية". وقال "نحن لا نواجه جيش الاحتلال وحده، بل نواجه مستوطنيه أيضاً الذين يشنون عدواناً شاملاً علينا، وباتوا يتحكمون بحياتنا".

وسبق لمصادر فلسطينية أن أوضحت لـ"العربي الجديد"، "أن الاتحاد الأوروبي ربما نجح أخيراً في التوصل إلى هدنة مع سلطات الاحتلال لإرجاء عملية الهدم لمدة عام. لكن هذه المصادر قالت إنه لا يمكن الثقة بأية هدنة مع الاحتلال، مشيرة إلى أن ما جرى اليوم من اقتحام القرية والاعتداء على سكان القرية والمتضامنين معهم ثم إطلاق مياه المجاري نحو مساكن القرية، قد يشكل ممارسات يومية من قبل الاحتلال خلال فترة الهدنة التي قيل عنها، يضطر بعدها أهالي القرية إلى مغادرتها بمحض إرادتهم. ومع ذلك لم تستبعد المصادر المذكورة أن يباغت الاحتلال القرية في أي وقت لينفذ عملية الهدم.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية: "إن خمسة فلسطينيين أصيبوا بالكسور والرضوض باعتداء قوات الاحتلال صباحا على المتواجدين في الخان الأحمر".