جيش الاحتلال يطلق قنابل الغاز على مدرسة في نابلس

جيش الاحتلال يطلق قنابل الغاز على مدرسة في نابلس

نابلس

سامي الشامي

avata
سامي الشامي
15 أكتوبر 2018
+ الخط -
كسرت مدرسة الساوية-اللبن جنوب نابلس صباح اليوم الاثنين، قرار سلطات الاحتلال بإغلاقها مساء أمس. وتمكن الطلبة والمعلمون من دخول المدرسة رغم حصار قوات الجيش الإسرائيلي صباحاً. لكن إطلاق القنابل المسيلة للدموع باتجاه من كانوا بداخلها، والتسبب بحالات اختناق في صفوفهم، دفع الإدارة إلى إخلائها على أن تعود لتفتح أبوابها غداً الثلاثاء كالمعتاد.

وقال محافظ نابلس، أكرم الرجوب، الذي دخل المدرسة مع وفد من وزارة التربية والتعليم صباحاً، في تصريح صحافي إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال تحاصر المدرسة، الواقعة على طريق رام الله نابلس، وشرعت بعملية إطلاق الغاز المسيل للدموع. وبيّن إن العشرات أصيبوا بحالات اختناق تمت معالجتهم ميدانيا.

أصيب خلال عملية القمع، رئيس مجلس قرية اللبّن الشرقية برصاصة معدنية في منطقة الكتف، والمصور الصحافي جعفر شتية بقنبلة غاز في الرأس، ونقل الاثنان إلى مستشفى سلفيت لتلقي العلاج، حيث وصفت إصابتهما بالطفيفة، وفق ما ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية.

وقال رئيس مجلس قروي الساوية، مراد أبو راس لـ"العربي الجديد" إن قوات الاحتلال قمعت الأهالي والطلبة أثناء إخلاء المدرسة العنيف، وأطلقت قنابل الغاز بكثافة، ما تسبب بإصابة العشرات من الطلبة الذين استطاعوا الوصول إلى المدرسة من أجل كسر قرار الاحتلال.

وأكد إخلاء المدرسة وإبعاد الطلبة عن محيط المواجهات، على أمل العودة يوم غد للمدرسة مرة أخرى، مشيرا إلى أن العملية التدريسية ستستمر ولن تتوقف.




وتعاني مدرسة اللبن – الساوية، منذ فترة طويلة من إجراءات الاحتلال كونها تقع على الشارع الرئيس الذي يربط بين مدينتي رام الله ونابلس، فكثيرا ما يتعرض الطلبة للتفتيش والتأخير أثناء ذهابهم إلى المدرسة، وإعاقة طريقهم من قبل جنود الاحتلال المتواجدين دوماً في محيط المدرسة وعلى طول الشارع عند قريتي اللبّن والساوية، بالإضافة إلى المضايقات والتلفظ بكلمات نابية على مسمع الطلاب والطالبات، وفق ما يقول أبو راس.

ويضيف: "تقع المدرسة بين قريتي اللبن والساوية، ولهذا هي مشتركة، ويسير الطلبة حتى يصلوا إليها من كيلو متر واحد إلى 3 كيلو حتى يصلوا إلى المدرسة، بعضهم يمر عبر الشارع الرئيس، وبعضهم الآخر يعبر طرقا داخلية في القرى للوصول إليها".





الشارع الرئيس الذي يحد المدرسة مباشرة، هو طريق تمر منه المركبات الفلسطينية، ومركبات المستوطنين والجيبات العسكرية، عدا عن تواجد جنود الاحتلال الإسرائيلي شبه الدائم، وهو ما يستفز الطلبة ويعيق حركتهم في الوصول إلى مدرستهم. عدا عن الاعتداءات المباشرة من قبل الجنود والمستوطنين على الطلبة، كالاعتقال ودهس العديد من الطلبة والأهالي من المستوطنين بشكل متعمد.

يشير أبو راس إلى أن قوات الاحتلال تذرعت بعد قرار إغلاق المدرسة، بأن الآليات العسكرية تتعرض للرشق بالحجارة من قبل طلبة المدرسة، نافيا ذلك ومتهما جنود الاحتلال بالاستفزاز الدائم للطلبة والطالبات من خلال الوقوف في طريقهم أثناء الذهاب أو العودة من المدرسة.



 

وعلى أراضي قريتي اللبّن والساوية والقرى المجاورة، تجثم أربع مستعمرات صهيونية، وهي "عيليه ورحاليم ومعاليه ولبونة"، المقامة على أراضي الفلسطينيين في قرى اللبن والساوية قريوت جنوب نابلس، وهي قريبة من هذه القرى، ما يجعل حركة المستوطنين نشطة في تلك المنطقة، وفق أبو راس.

بدوره، قال مدير مديرية جنوب نابلس، نصر أبو كرس لـ"العربي الجديد": "إن الاحتلال يتذرع بحجج واهية وافتراءات على الطلبة، من أجل تحقيق هدف يسعى إلى تحقيقه وهو إغلاق هذه المدرسة الواقعة في منطقة حيوية والحكم بالإعدام على المنطقة قاطبة".

ويتلقى العلم في مدرسة اللبن – الساوية، 460 طالبا من الصف الخامس حتى الثاني ثانوي، مع 24 معلماً من الهيئة التدريسية، وفق ما يقوله مدير التربية. ويشير إلى أن المدرسة تتعرض لانتهاكات إسرائيلية يومية منذ سنوات، تتجسد في الكثير من التصرفات من قبل الجنود، وهي تؤثر مباشرة على المستوى العلمي للطلبة، وهو ما يريده الاحتلال.

وأكد نصر أبو كرس الالتزام بالدوام يوم غد، ولن تتوقف المسيرة التعليمية وسيتوجه الطلبة إلى مدرستهم، مهما فعل الاحتلال.

ذات صلة

الصورة
الطبيب فادي الشقفة في إدلب (العربي الجديد)

مجتمع

كشف الطبيب السوري فادي الشقفة، الاختصاصي في الجراحة البولية، والمقيم في ألمانيا، أنه ينتظر أقرب فرصة للسفر إلى قطاع غزة، الذي يئن تحت وطأة كارثة إنسانية.
الصورة
لم تجد الكثير من مقتنياتها بين ركام منزلها في خزاعة (محمود الهمص/فرانس برس)

مجتمع

مع تواصل التدمير وحرق المنازل المتعمد، يكرر جنود الاحتلال الإسرائيلي العبث بأغراض الغزيين الخاصة، ليعبّر كثيرون عن غضبهم إزاء تحطيم وسرقة مقتنياتهم.
الصورة
جدة الرضيع الفلسطيني الشهيد تبكيه (محمد سالم/رويترز)

مجتمع

بكت فلسطينية حفيدها الرضيع إدريس الدباري، الذي ولد قبل شهر بينما حرب غزة مستعرة حوله، واستشهد هو ووالدته في ضربة إسرائيلية الليلة الماضية.
الصورة
المستوطنون

تحقيقات

يتفاقم إرهاب المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية خاصة في المناطق التي يسكنها الأكثر تطرفاً منهم أو ما يعرف بـ"جماعات تدفيع الثمن"، وبينما لا تحمي السلطة الضحايا تغيب سبل تعويضهم أو إمكانية محاسبة المعتدين

المساهمون