حجارة المستوطنين.. قتلت الفرحة وسرقت عائشة من حضن عائلتها

حجارة المستوطنين.. قتلت الفرحة وسرقت عائشة من حضن عائلتها

13 أكتوبر 2018
أصيبت بحجارة المستوطنين في رأسها (تويتر)
+ الخط -



غيّبت حجارة المستوطنين أمّاً فلسطينية عن أطفالها وعائلتها وبيتها إلى الأبد، إذ ووري جثمان الشهيدة عائشة محمد الرابي، بعد ظهر اليوم السبت، في مسقط رأسها ببلدة بديا غربي مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة.

وكانت عائشة برفقة زوجها وابنتها التي لم يتجاوز عمرها ثماني سنوات، في طريق العودة إلى بدّيا، بعد زيارة ابنتهم التي تعيش في مدينة الخليل جنوب الضفة. كانت الساعة ما بين التاسعة والعاشرة مساء، لكن حجارة المستوطنين المختبئين عند تلة قبيل حاجز زعترة جنوب نابلس، أعاقت حركة المركبة، وأوقفت طريقها بعد إصابتها بحجارة في الزجاج الأمامي.

واصل يعقوب الرابي، زوج الشهيدة، المشي في المركبة للابتعاد عن المستوطنين كي يتجنب خطرهم الأكبر، بينما كانت زوجته عائشة قد أصيبت بحجارة المستوطنين في رأسها بشكل مباشر، ما اضطره لزيادة سرعته وسط حالة من الذهول والصدمة، لإيصالها إلى أقرب عيادة طبية لتقديم العلاج لها، بحسب ما أفاد به عصام الرابي، قريب زوج الشهيدة.

ويضيف الرابي لـ"العربي الجديد": "وصل زوج الشهيدة إلى مركز طبي ابن سينا في بلدة حوارة جنوبي نابلس، لكن الأخير حوّله إلى مستشفى رفيديا بالمدينة، نظراً لخطورة الإصابة، لكنها وصلت ميتة متأثرة بإصابتها المباشرة بالحجارة، إذ إن الإصابة كانت خلف أذنها".

ونُقلت الشهيدة، اليوم السبت، إلى معهد الطب العدلي بجامعة النجاح الوطنية، وذلك لتشريح جثمانها والتأكد من السبب الرئيس لوفاتها، وعقب ذلك انتقل الجثمان إلى مسقط رأسها في موكب مهيب.

أعداد كبيرة من المركبات شاركت في نقل جثمانها من مدينة نابلس إلى بدّيا، بينما كان الآلاف بانتظار وصول جثمانها وسط الإعلان عن الإضراب الشامل والحداد العام على روح الشهيدة في البلدة، مع إغلاق كامل للمحلات التجارية كافة.

استقبل أهالي البلدة والقرى المجاورة جثمان الشهيدة، الملفوف بعلم فلسطين، ومن ثم توجهوا إلى منزل زوجها، حيث ألقى أبناؤها وعائلتها نظرة الوداع الأخيرة عليها، في حالة كبيرة من الحزن والغضب الشديدين.

وأدى المشاركون صلاة الجنازة عليها في مسجد بدّيا الكبير، ثم جابوا شوارع البلدة، حاملين جثمانها على الأكتاف ومرددين هتافات طالبت بالرد على جريمة المستوطنين البشعة، والأخذ بثأر الشهيدة، ثم ووري جثمانها الثرى في مقبرة البلدة.

كان الحزن واضحاً على وجوه جميع المشاركين من البلدة وخارجها، بينما كانت عائلة الشهيدة، وزوجها وأبناؤها يذرفون الدموع وفي حالة صدمة مما جرى في غضون يوم وليلة.

الشهيد عائشة، البالغة من العمر 48 عاماً، هي أم لثمانية أبناء، أصغرهم طفلة كانت معها في المركبة عندما أصيبت، وعمرها ثماني سنوات. ومن الأمور الأكثر حزناً في استشهاد الرابي، أنها كانت تستعد لفرح ابنتها بعد أسبوع، وفق ما قاله قريب العائلة عصام الرابي.

وأشار إلى أن الشهيدة كانت قد فارقت شقيقها الشهيد فوزات بولاد، الذي استشهد عام 1999 برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي.