انعقاد أوّل قمّة عالمية وزارية للصحة النفسية

انعقاد أوّل قمّة عالمية وزارية للصحة النفسية

10 أكتوبر 2018
الإفصاح عن الاضطراب النفسي خطوة نحو العلاج (فيسبوك)
+ الخط -


يعاني أكثر من مليار شخص في العالم من أمراض نفسية، بيد أنّ العدد يتفاوت حسب المكان الذي نعيش فيه. وتضع معظم البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية في المستشفيات، عوضاً عن علاجهم.

خلاصة توصل إليها مؤتمر القمة الوزاري العالمي الأول من نوعه الذي يختتم أعماله اليوم الأربعاء في العاصمة البريطانية لندن، ويهدف إلى بحث قضايا الصحة العقلية، بحضور شخصيات بارزة منها دوق ودوقة كامبريدج، والأمير هاري دوق ساسكس.

وتناول المؤتمر جوانب مختلفة تتعلق بالصحة النفسية، وشهد كذلك اجتماعات جانبية بحثت تأثير الحرب على الأطفال. كما عقدت مائدة مستديرة لمناقشة كيفية معالجة القضايا التي تثيرها حملة "تعلّم العيش"، كجزء من القمة العالمية للصحة العقلية في ويستمنستر.

وكان من بين الحضور ممثلون عن منظمة "يونيسف" ومنظمة "أنقذوا الأطفال" ومنظمة "الرؤية العالمية"، فضلاً عن إعلان تعيين وزيرة للوقاية من الانتحار وتقديم المزيد من الدعم للصحة النفسية في المدارس.

وتحدّث وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، عن ضرورة العمل على تغيير طريقة تعامل خدمات الصحة الوطنية مع الصحة العقلية. وفي حديثه لراديو "بي بي سي"، قال إنّ الصحة العقلية لم تحظ ببساطة بمستوى الدعم المطلوب سواء من حيث الموارد أو من حيث تناول الموضوع وكيفية التحدث عنه في المجتمع مقارنة بالصحة البدنية. ولفت إلى أنّه يريد تغيير هذا الواقع.

وفي ردّه على تقرير مكتب مراجعة الحسابات الوطني عن خدمات الشباب، الذي أشار إلى أنّ ثلثي الأطفال قد لا يحصلون على الدعم الذي يحتاجونه، قال: "لا يزال الطريق بعيدا عن المكان الذي نهدف للوصول إليه".


الانتحار القاتل الأكبر

وأضاف أنّ الانتحار لا يزال أكبر قاتل للرجال دون سن الخمسين في هذا البلد، وأنّه يجب تغيير هذه الإحصائيات الفظيعة ويمكن تغييرها. واعتبر أن من المشجع أن معدلات الانتحار انخفضت ولو بنسبة طفيفة في السنوات الثلاث الماضية.

وقال هانكوك: "كلما نتحدث عن هذه القضايا، نقدّم المزيد مما يحتاجون إليه للمساعدة".

وعلى الصعيد العالمي، هناك تباينات إقليمية كبيرة في انتشار الأمراض العقلية، إذ تسجل أعلى المعدلات في البلدان المتقدمة، بينما تنتشر الأمراض المعدية بمعدلات أقل.

ففي أستراليا، على سبيل المثال، يعاني 22 في المائة من الناس من اضطراب في الصحة العقلية أو إدمان المخدرات، وذلك وفق معهد القياسات والتقييم الصحي، مقابل 21 في المائة في الولايات المتحدة و18 في المائة في المملكة المتحدة.

ومن المعروف أنّ ما يقرب من 60 دولة في العالم، كان لديها ما يقل عن طبيب نفسي واحد لكل 100 ألف شخص في عام 2014، ومنها أفريقيا وجنوب وشرق آسيا وأميركا الوسطى خصوصاً. أمّا إريتريا وجزر مارشال فلم يكن لديهما أي طبيب نفسي على الإطلاق، بحسب ما أوردت صحيفة "التلغراف". في المقابل، يتواجد لدى الدول الإسكندينافية مثل النرويج حوالي 30 طبيبا نفسيا لكل 100 ألف شخص.


وبالنسبة للبلدان ذات الدخل المتوسط لا تكمن المشكلة في تدريب الأطباء النفسيين بل في كيفية المحافظة عليهم. وفي هذا الشأن يقول الدكتور شيخار ساكسينا، الأستاذ الزائر في كلية "هارفارد" والمدير السابق للصحة العقلية، إنّ الأطباء النفسانيين في البلدان متوسطة الدخل يميلون إلى الهجرة بعيداً، حيث تجتذب بلدان مثل المملكة المتحدة هذه المواهب.

وابتداء من عام 2019، ستنشر الحكومة البريطانية سنوياً تقريراً في اليوم العالمي للصحة العقلية، مع تسليط الضوء على الاتجاهات والقضايا حول الرفاه العقلي للشباب.

المساهمون