البتول أبو مطر أتقنت حياكة الكروشيه فأنقذتها من البطالة

البتول أبو مطر أتقنت حياكة الكروشيه فأنقذتها من البطالة

غزة

جهاد عويص

avata
جهاد عويص
08 يناير 2018
+ الخط -


بدأت أصابع يدي الشابة البتول أبو مطر تعتاد على تطريز الملابس اليدوية منذ أربع سنوات، فالحالة الاقتصادية التي فاقمت البطالة في غزة، دفعتها لإتقان ذلك الفن الذي أضحى مشروعًا خاصا بها، يوفر لها مصدر رزق يُبعد اسمها مؤقتًا عن طابور البطالة والذي يزداد عامًا تلو الآخر في القطاع المُحاصر إسرائيليًا منذ 11 عامًا.

الناجون من طابور البطالة المتفشية عبر مشاريعٍ ريادية وأفكار ذاتية، باتوا أكثر نشاطًا في ممارسة أعمالهم الخاصة والمُوفرة لهم قوت رزقهم، كون تلك الأعمال تساعدهم قليلاً على المضي قدمًا في أعمارهم خطوةً للأمام لا تَضيع هباء كما لدى آخرين أَحكم عليهم ذلك الشبح المُطارد لشهاداتهم العلمية قبضته دون إفلات بعد.

البتول تُرهق نفسها لساعات طويلة كل يوم في التطريز والحياكة بالصنارة "الكروشيه" والملابس الصوفية اليدوية بعد ازدياد حجم الطلبات من زبائنها على أعمالها، حتى اعتادت أصابع يديها على حياكة الملابس بسنارتها كل يوم، فالعمل لديها إذا توقف يُعيد لنفسها الشعور بمرار البطالة التي طاردت تخرجها من تخصص اللغة الإنكليزية عام 2011.

وتوضح هذه الشابة الفلسطينية لـ"العربي الجديد"، أنها بدأت في مجال صناعة الكروشيه منذ أربع سنوات، بعدما تعلمت ذاتيًا عبر موقع "يوتيوب" الذي أخذ منها نحو عامٍ كامل لإتقان ذلك الفن، حتى أصبح عملها منتشرًا بين جيرانها، وتوسع بعدها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليشمل شرائح أوسع على نطاق غزة وخارجها.

وتحدثت أبو مطر عن مشغولاتها التي باتت أقوى حياكةً مع مرور الوقت في عملها بهذا المجال، مبينةً أن ذلك هو السر وراء ازدياد حجم الطلبات على أعمالها الذي وصل إلى نحو 75 طلبًا في الشهر الواحد، وهو ما يُرهق عقلها وجسدها في إنجاز تلك الكميات قبيل بيعها في الموعد المُتفق عليه مُسبقا مع زبائنها.

الطلب على منتجاتها اليدوية يتزايد(عبد الحكيم أبو رياش) 


وتُشير أبو مطر إلى أن أعمالها مُربحة إلى حد معقول مع ارتفاع حجم الطلبات على مشغولاتها اليدوية، والتي يصل سعر القطعة الواحدة منها إلى نحو 70 شيكلاً (الدولار يعادل 3.51 شيكلات)، معتبرةً أن عملها يجمع ما بين الهواية والعمل الذي يدر دخلاً معقولاً، في ظل عدم إيجادها لفرصة عمل حقيقية في مجال دراستها الجامعية.

وتلفت الشابة الفلسطينية إلى أن عدد الطلبات على صناعتها لا يقتصر على غزة، بل امتد إلى تُركيا والأردن ومناطق الضفة الغربية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تلك الطلبات الخارجية تصل عبر وسطاء مُسافرين من القطاع لتلك البلدان، حيث تكمن الصعوبة في عملية إرسال تلك الأعمال بطرق أخرى لزبائنها الأجانب.

وتأمل أبو مطر في إيجاد فرصة عمل حقيقية لها في مجال دراستها لتخصص اللغة الإنكليزية، على الرغم من إحباطها من محاولة الحصول على فُرص مؤقتة في غزة، مع سعيها لتطوير عملها الخاص في صناعة الكروشيه وفن التطريز، ليبقى مشروعها الريادي الذي يدر دخلاً مُساعداً لها على الحياة الصعبة في القطاع.

زبائنها تخطوا حدود وطنها(عبد الحكيم أبو رياش) 


وولّدت حالة الضغط الاقتصادية والمعيشية الصعبة في غزة، أفكارًا ريادية لدى البعض من الخريجين والمتعطلين عن العمل من الشُبان الغزّيين، والتي وفرت لهم فرصًا ذاتية للحصول على مصدر رزق، لم تستطع شهاداتهم جَلبها لهم بعد حفلات تخرجهم من تلك الجامعات والتي ألقت بهم بطابور البطالة الطويل.

وأكدت إحصائيات مؤسساتية رسمية وشعبية أن معدلات البطالة في قطاع غزة هاجمت نحو ربع مليون عاطل من العمل، من أصل تعداد سكاني تجاوز مليوني مواطن غزي، بنسبة 60 في المائة من صفوف الشباب، كما أن معدلات الاعتماد على المساعدات الإغاثية تجاوزت 80 في المائة بين صفوف الفلسطينيين.



دلالات

ذات صلة

الصورة

اقتصاد

من المقرر أن تنطلق موجة تسريح موظفين من شبكة "تويتر" اليوم الجمعة، فيما أفادت مصادر إعلامية بأن قرارات الصرف ستشمل 50% من العاملين فيها.
الصورة
محمد شعبان (محمد الحجار)

مجتمع

لم يتوقع الغزي مهدي شعبان العمل في مهنة حفر القبور، هو الذي يحمل شهادة الماجستير في اللغة العربية، لكن هذا حال شباب القطاع
الصورة
 الطهي وسيلة لخلق فرص عمل

مجتمع

تشهد الفترة الأخيرة زيادة ملحوظة في أعداد مراكز تعليم الطهي في غزة، وتنفيذ بعض المؤسسات مشاريع ودورات ممولة دولياً للسيدات والرجال لإكسابهم هذه المهارة، تزامناً مع إقبال واضح على تعلّم هذه الفنون كوسيلة للهروب من البطالة المرتفعة في القطاع.
الصورة
يعيش لبنان أزمة وقود (حسام شبارو/ الأناضول)

مجتمع

ما يعيشه اللبنانيون اليوم من انهيار على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية يضعهم في موقع يصارعون فيه للبقاء، الأمر الذي ينذر بارتفاع معدلات العنف وبالتالي الجريمة.

المساهمون