الفتى الفلسطيني فوزي الجنيدي: هذه قصتي مع جنود الاحتلال

الفتى الفلسطيني فوزي الجنيدي: هذه قصتي مع كتيبة جنود الاحتلال

08 يناير 2018
لحظة اعتقال الفتى الفلسطيني فوزي الجنيدي (تويتر)
+ الخط -


يحاول الفتى الفلسطيني فوزي الجنيدي (16 سنة) أن يستعيد ما حصل لحظة اعتقاله من منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، حين أحاط به أكثر من خمسة وعشرين جنديا إسرائيليا مسلحا.

انتشرت صورة اعتقال الجنيدي على مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، ولاقت تفاعلا في أرجاء العالم. قوة عسكرية إسرائيلية كبيرة تحيط بالفتى الفلسطيني الذي يظهر في الصورة معصوب العينين ومقيد اليدين، في حين يظهر التحفز واضحا على وجوه الجنود المدججين بكل أنواع الأسلحة.

يقول الجنيدي لـ"العربي الجديد"، إنه كان متواجدا في منطقة باب الزاوية، وتحديدا في شارع وادي التفاح. "فقدت الشعور بما يحدث، ولم أكن أعرف حينها ما يجري، أنفاس الحيرة طغت على صراخ عشرات الجنود الذين أحاطوا بي".

اعتقل الجنود الفتى الجنيدي في الثامن من شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، خلال جمعة الغضب التي خرج فيها الفلسطينيون في كافة أنحاء الضفة الغربية المحتلة، رفضا لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعلان القدس الفلسطينية عاصمة للاحتلال.

اندلعت مواجهات عنيفة بالتزامن مع اقتحام جنود الاحتلال لمنطقة باب الزاوية، وسط إطلاق كثيف لقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، وفي هذه الأثناء ارتبك الجنيدي، واضطر تحت وابل الرصاص والغاز المسيل للدموع إلى الهرب.

يقول: "فجأة لطمني أحد الجنود ببندقيته. وقعت على الأرض، فانهال علي بالضرب، قبل أن يشارك جنود آخرون في الضرب، وسط محاولاتي للركض خوفا من فوهات بنادقهم. استمروا في ضربي وشتمي لدقائق قبل أن يعتقلوني كما ظهر في الصورة التي باتت شهيرة".

فقد الفتى شعوره بالألم بعد ما تعرض له على أيدي كتيبة الجنود قبيل اقتياده. آثار الضرب المبرح أصابت جسده بالخدر فلم يعد يشعر بأي ألم إضافي، رغم أن الجنود لم يتوقفوا عن ضربه.

يضيف: "ضربوني بأعقاب البنادق، ولكموني بأيديهم وأرجلهم، وشتموني عدة مرات، واستمر الضرب لنحو عشر دقائق، ولم يأبهوا لصرخات الألم، حتى تخدر جسدي بشكل كامل من شدة الضرب".

كبل الجنود يدي الجنيدي وعصبوا عينيه، واقتادوه وسط كتيبة كاملة. ورغم كل الضرب الذي تعرض له، إلا أنه ظهر مرفوع الرأس. هذه الهامة التي هزمت الجندي صنعت منه بطلا على مواقع التواصل الاجتماعي.

يتابع الجنيدي: "عندما أفرج عني صدمت من عدد الجنود الذين اعتقلوني، لم أكن أعرف أنهم بهذا العدد، وهذا شيء صادم لفتى بعمري أن يعتقل بهذه الطريقة".

اقتاده الجنود نحو حاجز "الكونتينر" العسكري المقام على مدخل شارع الشهداء في المنطقة الجنوبية لمدينة الخليل، هناك تابعوا ضربه وشتمه أكثر من ذي قبل، كما سكبوا الماء البارد على جسده.

مكث الجنيدي عدة ساعات في قفص حديدي على الحاجز، هناك تابع الجنود سكب الماء البارد عليه، وأجبروه على الجلوس في بركة مياه باردة أيضا، وتابعوا ضربه. "من شدة الضرب، لم أعد أشعر بأي لكمات تسدد إلى جسدي، تخدرت بالكامل، وبقيت على ذات الوضع حتى اقتادوني إلى مستوطنة كريات أربع، وهناك توقف الضرب. بعد انتهاء التحقيق نقلوني إلى مركز توقيف معسكر (غوش عتصيون) جنوبي بيت لحم، ومكثت هناك في قسم الأشبال لمدة 22 يوما قبل الإفراج عني بكفالة مالية".

تحول الفتى إلى رمز من رموز القضية الفلسطينية، وظهرت رسومات حول العالم تصوره كطفل مصلوب، أو كرمز للعلم الفلسطيني، أو كطير مكبل الجناح، ليتحول إلى أيقونة الانتفاضة الفلسطينية التي علقت في مخيلة كل من شاهدها، وسيذكرها التاريخ.

علاج الفتى الفلسطيني فوزي الجنيدي (هشام أبو شقرة) 


الإفراج عن الفتى الفلسطيني فوزي الجنيدي (هشام أبو شقرة) 




المساهمون