فاطمة عموشي... طفلة لم تعرف المدرسة

فاطمة عموشي... طفلة لم تعرف المدرسة

01 فبراير 2018
لا تذكر متى قدمت إلى لبنان (العربي الجديد)
+ الخط -
تقضي فاطمة عموشي (تسعة أعوام)، وهي الابنة السابعة بين أخواتها، وقتاً طويلاً في الشارع، تطلب المال من المارة وأصحاب السيارات. ليست الوحيدة بين أخواتها التي تتجول في السوق بحثاً عن الرزق. جميعهم يعملون في مهنة التسول، ويتوزعون في أماكن عدة.

فاطمة من مدينة حلب. لا تعرف اسم قريتها، ولا تذكر متى قدمت إلى لبنان. تقول إنها كانت في الثانية من عمرها حين سقطت من الطابق الثالث. لم تصب بأذى، إلا أن أسنانها تكسرت فقط. بعدها، انتقلت وعائلتها المؤلفة من والدتها وثمانية أطفال إلى لبنان. تقول إنها لم تر والدها منذ مدة. بداية، انتقلت إلى مدينة النبطية (جنوب لبنان). هل تذهبين إلى المدرسة؟ "لم أدخل المدرسة أبداً، ولا أعرف شيئاً عنها. لكنني أعمل وأطلب من الناس إعطائي بعض المال".

يومياً، تقلني الحافلة وأمي من مدينة النبطية إلى صيدا. "نأتي إلى مدينة صيدا حتى نسترزق. التسول هو عملي. لا أحب الذهاب إلى المدرسة". ثم تقول إن أمها لم تعمل على تسجيلها في المدرسة على غرار أطفال آخرين. تضيف: "أمي وأنا وأشقائي نعتمد على التسول للعيش، ما عدا شقيقي الصغير البالغ من العمر ثلاث سنوات. أشقائي أيضاً لم يعرفوا المدرسة. وأبي لا يزورنا منذ مدة طويلة، ولا نعرف عنه شيئاً".



تقول فاطمة إن كثيرين هم الأشخاص الذين قابلوها وسألوها عن حياتها. "صرت أخجل من أن أظهر على صفحات فيسبوك. صار الناس يعرفونني". وبينما كانت تتكلم، مر أحد الأشخاص الذي غالباً ما يتواجد في السوق، وقال لها إن أمها تتوجه نحوها، فأخبرتني أنه في حال رأتها تتحدث إلى أي شخص ولا تعمل، ستضربها. وحين أدركت أن ما قاله الرجل ليس صحيحاً، شتمته.

وفي دراسة أعدّتها منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، ومنظمة إنقاذ الطفل (سايف ذا تشيلدرن) في عام 2015، تبين أنّ هناك 1510 أطفال شوارع في لبنان، 73 في المائة منهم قدموا من سورية. وبحسب الدراسة، هناك أربعة أسباب لاشتداد أزمة أطفال الشوارع، وهي: الاستبعاد الاجتماعي، هشاشة وضع الأسرة، تدفّق اللاجئين السوريين إلى لبنان، والجريمة المنظّمة، واستغلال الأطفال. وحددت هذه الأسباب بعد إجراء مقابلات مع 700 طفل في الشوارع، ولاحظ الباحثون أنّ الأطفال يتعرّضون فعلاً لأشكال من الاستغلال والإيذاء في حياتهم اليومية، فضلاً عن الأخطار المهنية. أما معدّل متوسط ما يكسبه هؤلاء الأطفال، فلا يقلّ عن 12 دولاراً يومياً، وذلك لفترة تصل إلى 8,5 ساعة في المتوسط.

المساهمون