نصف سكان سراقب نزحوا لكثافة القصف...والباقون بلا رعاية طبية

نصف سكان سراقب السورية نزحوا لكثافة القصف...والباقون بلا رعاية طبية

30 يناير 2018
قصف يطاول المدنيين في سراقب (تويتر)
+ الخط -



يتسارع تدهور الوضع الإنساني في ريف إدلب عموماً وسراقب، خصوصاً منذ أيام، جراء القصف المركز على مناطق المدنيين، ما تسبب بوقوع مجازر، ونزوح أكثر من 25 ألف مدني، في حين يحرم من بقي من الرعاية الطبية بعد تدمير المشفى الوحيد في المدينة.

وقال مدير المكتب الإعلامي في "المجلس المحلي في سراقب" أمجد حج علي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الوضع مأساوي، وقصف الطيران مستمر على المدينة، طاول الحجر والبشر، وخرجت آخر نقطة طبية عن العمل نتيجة القصف والمعروفة باسم مشفى عدي".

وبيّن أن "أكثر من نصف ساكني المدينة البالغ عددهم نحو 54 ألف شخص، نزحوا خلال الأيام القليلة الماضية جراء القصف المكثف"، مؤكداً أن "من بقي في المدينة يعاني من شح مياه الشرب، والنقاط الطبية البديلة هي مشافي المدن المجاورة مثل سرمين وإدلب".

وأضاف "منذ بدء الحملة الشرسة الأخيرة لم تدخل أي مساعدات غذائية أو إسعافيه، حتى اللحظة، من أي جهة، وحتى التنقل داخل المدينة أو خارجها صعب، ويحصل في الأوقات الخالية من قصف الطيران، أو تحت القصف والغارات في الحالات الملحة".





وأوضح "أن هناك محاولات لتوزيع كميات محدودة من المياه من الصهاريج المتنقلة، أم ما يتوفر من طعام فهو إما من بعض محال المدينة، التي ما تزال تفتح أبوابها بالرغم من غارات الطيران، أو ما يصل من القرى والمجالس المحلية المجاورة، خصوصاً مادة الخبز، في مبادرات دعم وتضامن".

من جانبه، قال مسؤول مكتب الإعلام في "الدفاع المدني" في إدلب، أحمد الشيخو، في حديث مع "العربي الجديد"، "بدأت الحملة على ريف إدلب الجنوبي الشرقي من قبل النظام والروس منذ 17/12/2017، عبر مئات الغارات الجوية بكافة أنواع الأسلحة والصواريخ، الفراغية والعنقودية والارتجاجية، والنابالم والفوسفور، والقنابل الحارقة، مخلفة حتى اليوم مجازر عدة راح ضحيتها 312 قتيلاً مدنياً بينهم 94 طفلاً، و69 امرأة، و677 مصاباً، بينهم 200 امرأة و172 طفلاً".



وأكد أن الغارات، منذ اليوم الأول، استهدفت منازل المدنيين والمرافق العامة والحيوية، وسجل خروج 6 مشافي عن الخدمة، كان آخرها مشفى الإحسان آخر مشفى في سراقب. كما استهدف الطيران بغاراته سبعة مراكز للدفاع المدني، في كل من سراقب وخان شيخون وبداما وأريحا وغيرها، واستهدف أربع أسواق شعبية أحدثت مجازر كبيرة، منها مجزرة أمس في سوق الخضار في سراقب واليوم في سوق مدينة أريحا. وأوضح أن القصف طاول أكثر من 13 مسجداً، والعديد من المدارس وصوامع الحبوب والأفران، و11 مخيماً للنازحين من المخيمات المؤقتة التي أقيمت حول سراقب أو في مناطق المعرة وجبل الزاوية.



وأكد أن شراسة الحملة تزداد يوماً بعد يوم، وترتفع أعداد الشهداء والجرحى وكثافة الغارات، وأن أكثر من 100 غارة استهدفت سراقب في اليومين الماضيين كانت خلفت نحو ثلاثين قتيلاً وخمسين جريحاً. أما مجزرة مدينة أريحا اليوم راح ضحيتها 15 قتيلاً وعشرات الجرحى نتيجة غارة على سوقها الشعبية. ولفت إلى أن الحملة سببت تهجير نحو 500 بلدة وقرية ومزرعة في ريف إدلب الشرقي الجنوبي في مناطق أبو الظهور وسنجار، وهي أكبر موجة نزوح منذ بداية الأحداث، حتى اليوم، في إدلب، إذ فاقت أعداد النازحين 300 ألف نازح".