مقترحات ترامب حول الهجرة: الولايات المتحدة بيضاء مجدداً

مقترحات ترامب حول الهجرة: الولايات المتحدة بيضاء مجدداً

27 يناير 2018
اتهامات ترامب بالسعي لإقامة "المجتمع الأبيض" (Getty)
+ الخط -



أثارت الاقتراحات التي طرحها البيت الأبيض بإعطاء الجنسية الأميركية لنحو مليوني مهاجر غير قانوني في الولايات المتحدة، من بينهم نحو 800 ألف من أولاد المهاجرين المشمولين بـ"قانون داكا"، مقابل تمويل بناء الجدار على حدود المكسيك بـ 18 مليار دولار وإلغاء برامج الهجرة السابقة التي تسمح لحامل الجنسية الأميركية أو المقيمين في أميركا بشكل دائم وقانوني باستقدام أقاربهم في إطار نظام لمّ الشمل، موجة اعتراضات سياسية وشعبية متباينة في الوسط السياسي والإعلامي الأميركي.

وقالت زعيمة الأقلية الديمقراطية في الكونغرس، نانسي بيبلوسي، إنها اقتراحات عنصرية، متهمة الرئيس دونالد ترامب بالسعي من خلال قانون الهجرة إلى "جعل أميركا بيضاء مجدداً"، أو إقامة "المجتمع الأبيض" وفق تعبير السيناتور الجمهوري في الكونغرس ديانا فرنشتاين.

المفارقة، أن اقتراحات ترامب، التي تم الكشف عنها لدى غيابه عن البيت الأبيض خلال مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا، لم تنجُ من انتقادات المحافظين في الحزب الجمهوري من أنصار ستيف بانون المستشار الاستراتيجي السابق للرئيس، الذين يعارضون بشدة منح الجنسية الأميركية  لنحو مليوني مهاجر غير شرعي من أميركا اللاتينية، رغم إشادتهم بما تضمنته مقترحات البيت الأبيض حول إلغاء برامج جمع شمل عائلات المهاجرين القانونيين والحاصلين على الجنسية الأميركية، وكذلك إلغاء نظام اللوتو في منح تأشيرات الإقامة في الولايات المتحدة.

وأشارت أوساط إعلامية في واشنطن إلى أن بصمات ستيف ميلر، رمز اليمين القومي والجنرال جون كيلي مدير الموظفين في البيت الأبيض واضحة على مقترحات إصلاحات قانون الهجرة وحل قضية مهاجري داكا، التي اشترط الديمقراطيون إقرارها قبل موعد الثامن من الشهر المقبل، حسب التسوية التي توصل إليها زعيما الأغلبية والأقلية في مجلس الشيوخ متش ماكونويل وشاك شومر للتصديق على ميزانية مؤقتة لتشغيل الحكومة الفدرالية بعد إغلاقها لثلاثة أيام الأسبوع الماضي.

ويعارض الحزب الديمقراطي مقترحات ترامب حول قانون الهجرة وحل قضية الحالمين وإعادته المطالبة بتمويل بناء جدار المكسيك بـ 18 مليون دولار. وهي مقترحات مستحيلة من وجهة نظر الديمقراطيين الذين ينتظرون من الأغلبية الجمهورية الإبقاء على الوعد الذي قطعوه بإيجاد مخرج قانوني دائم لمهاجري داكا المهددين بالترحيل بدءاً من شهر آذار المقبل، بسبب إلغاء ترامب لبرنامج داكا الممهور بتوقيع الرئيس السابق باراك أوباما.

وفي حال أخل الجمهوريون بوعودهم فإن سيناريو إغلاق المؤسسات الفدرالية قد يتكرر في الثامن من شباط المقبل.