داني قباني: البعد عن الأهل والأرض مؤلم

داني قباني: البعد عن الأهل والأرض مؤلم

24 يناير 2018
ينتظر الفرصة للعودة إلى الوطن (العربي الجديد)
+ الخط -
وصل الناشط السوري، داني قباني، (29 عاماً) إلى تركيا، حاله حال ملايين اللاجئين السوريين الذين عبروا الحدود هرباً من الواقع المرير الذي أنتجه استمرار الحرب في البلاد، والمجازر المرتكبة بحق المدنيين، بعدما هجّر من معضمية الشام إلى إدلب. وكان قد شهد مجزرة الكيماوي في غوطتي دمشق الشرقية والغربية في أغسطس/ آب في عام 2013.

في بداية الثورة ضد النظام السوري، كان داني في السنة الرابعة في كلية الآداب في جامعة دمشق. وذلك لم يشكل حاجزاً بالنسبة إليه للمشاركة في التظاهرات ضد النظام. تخرج من الجامعة في العام الأول من الثورة، ورفض حمل السلاح. وفي عام 2012، بدأ العمل في المجال الإعلامي في المعضمية للحديث عما يجري من انتهاكات النظام بحق المدنيين. وحاصر النظام السوري المعضمية في فبراير/ شباط في عام 2012، واستمر الحصار حتى التهجير الذي تم في التاسع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول في عام 2016، حين خرج داني من المدينة مع المهجرين الذين رفضوا البقاء.

وصل داني مع زوجته وآخرين إلى إدلب من دون أن يجد عملاً، ما اضطره إلى التفكير في اللجوء إلى تركيا. وحسم خياره بعد انفجار سيارة مفخخة أمام منزله في مدينة إدلب، ووصل إلى تركيا عن طريق المهربين، واستقر في مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا. وأنجبت زوجته طفلهما في أحد مستشفيات المدينة، لافتاً إلى أن التواصل مع الأطباء كان صعباً لأنه لا يجيد اللغة التركية.

رغم المعاملة الجيدة والتقدم الذي تشهده المدينة، يلفت داني إلى أن الحياة ليست سهلة تماماً، نتيجة عدم حصوله على بطاقة هوية اللاجئ "الكملك"، بعدما توقفت السلطات التركية عن منحها في الولاية منذ سنوات، ما يضطره إلى التوجه إلى المستشفيات الخاصة أو الأطباء السوريين الذين يعملون من دون ترخيص، فضلاً عن عدم قبول الصيدليات بيع الأدوية من دون إحضار وصفة طبية من المستشفى أو الطبيب المرخص له بالعمل.

رفض داني اللجوء إلى أوروبا حين سنحت له الفرصة، إذ إنه أراد البقاء على مقربة من الحدود السورية للعودة إلى بلاده حين تسنح له الفرصة. وفي الوقت الحالي يعمل مع الشبكة السورية لحقوق الإنسان. يلفت إلى أن أكثر ما يؤلم السوريين في الخارج أو النازحين في الداخل، هو البعد عن الأهل والأرض. يضيف: "أعيش وضعاً نفسياً صعباً بسبب البعد عن أهلي وعدم القدرة على مساعدتهم بالشكل المناسب". ويقول: "يستحيل أن يكون أيّ سوري بمنأى عن الذي يحدث في البلاد، أو أن يكون سعيداً ما دام القتل مستمراً".

المساهمون