العراق: اعتقال لبناني انتحل صفة طبيب بشهادة مزوّرة

العراق: اعتقال لبناني انتحل صفة طبيب لسنوات يفتح ملف الشهادات المزيفة

22 يناير 2018
عقوبته قد تصل إلى ثماني سنوات سجن(Getty)
+ الخط -


أعلنت السلطات الأمنية العراقية اليوم الإثنين عن اعتقالها مواطنا لبنانيا يعمل بالعراق بصفة طبيب تخدير منذ سنوات، وتبين أنه لا يحمل حتى شهادة ثانوية.

وذكر مسؤول في وزارة الداخلية العراقية لـ"العربي الجديد" أن "قوات الأمن اعتقلت المواطن ( ج ع ح) في العقد السادس من العمر انتحل صفة طبيب تخدير وعمل بالعراق منذ عام 2008".

ووفقا للمسؤول ذاته فإن الطبيب المزيف عمل بالعراق في بغداد بحي المنصور الراقي ضمن شارع العيادات الطبية، وقدم شهادة من جامعة مونبيلييه الفرنسية بين عام 2008 ولغاية نهاية عام ،2010 عندما تم تكليفه من قبل وزارة الصحة للعمل في محافظة ذي قار جنوب العراق.

وهناك تم اكتشاف زيف الشهادة التي قدمها على أنها من جامعة فرنسية مرموقة، حين صادف وجود طبيب هناك تخرج من الجامعة ذاتها وفي نفس السنة التي يدعي اللبناني أنه تخرج فيها. ما دفع بالطبيب الآخر إلى مراجعة الجامعة بصحة صدور الشهادة التي تبين أنها مزيفة.

ولفت المسؤول إلى أن المواطن اللبناني تمكن من الهرب في محاولة منه للعودة إلى بيروت من خلال كردستان العراق، إلا أنه اعتقل يوم أمس الأحد، ونقل إلى مركز احتجاز مؤقت تمهيدا لمحاكمته. وتوقع أن يحكم على الطبيب المزيف بالسجن مدة لا تقل عن ثماني سنوات.

من جانبه قال مسؤول في وزارة الصحة العراقية ببغداد إن "لجنة تحقيق تم تشكيلها لمعرفة المقصرين في هذا الموضوع"، مضيفا أن الطبيب تمكن من النصب على الوزارة التي كلفته بمهمة رسمية وبمرتب مرتفع جداً.





خلال ذلك نقلت وسائل إعلام عراقية بياناً لشرطة محافظة ذي قار يؤكد اعتقال الطبيب اللبناني المزيف. وبحسب البيان فإن مركز شرطة مدينة الناصرية "اعتقل ج ع ح (67 عاما) لبناني الجنسية سكنه الدائم بيروت، ويقيم بالعراق منذ سنوات، تنفيذا لأمر قضائي باعتقاله بتهمة انتحال صفة وتهمة أخرى هي تزوير أوراق رسمية".

وألقى إعلان السلطات العراقية القبض على الطبيب المزيف الضوء مرة أخرى على ظاهرة انتحال مهن مختلفة أبرزها الطب والهندسة والمحاماة والتمريض والصحافة.

ويقول عضو نقابة الأطباء العراقية الدكتور محمد الطائي لـ"العربي الجديد" إن السلطات العراقية اعتقلت خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من 20 طبيبا ونحو 100 ممرض انتحلوا الصفة، ومارسوا المهنة فعلا.

وأضاف "إن عدداً من حالات الوفاة وقعت بسببهم، من بينها سيدة أجرت عملية شفط شحوم من قبل طبيب مزيف وتوفيت خلال العملية".

وقال المواطن العراقي أبو علي الذي يقيم على مقربة من عيادة الطبيب المزيف إنه كان "طيبا ولا يأخذ أي أجور من الفقراء". ويضيف أبو علي لـ"العربي الجديد"، "بصراحة أنا مصدوم من الخبر، وأعتقد أنه أفهم من كثير من الأطباء الحقيقيين"، مبينا أن "الطبيب اختفى منذ مدة وهناك مراجعين ومرضى يأتون يسألون عنه ولا يجدونه".



دلالات

المساهمون