مسيرات أميركية ضخمة تندد بسياسات ترامب وقراراته

مسيرات أميركية ضخمة تندد بسياسات ترامب وقراراته

21 يناير 2018
المعارضة تتسع في أميركا (تويتر)
+ الخط -

نجحت المسيرات المناهضة لسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقراراته وخطابه العنصري، في حشد مئات الألوف من المواطنين في ولايات أميركية عدة، أمس السبت، والتي من المقرر أن تستكمل، اليوم الأحد، في مدن أميركية كبرى وعدد من عواصم العالم.

حشود المتظاهرين المناهضين جابت شوارع مدن أميركية كثيرة، أمس، حاملين اللافتات التي تندد بسياسات الرئيس الأميركي فيما يخص الهجرة والمهاجرين وحقوق الإنسان عموماً، وحقوق المرأة خصوصاً، والرعاية الصحية والحريات، وغيرها الكثير من القضايا التي ترفع من حدّة الحراك الشعبي والسياسي غير المسبوق في الولايات المتحدة.

وأظهرت الفيديوهات والصور مئات الآلاف في أكثر من 300 مدينة في الولايات الأميركية، ومنها مسيرات لوس أنجليس ونيويورك وواشنطن وشيكاغو ودنفر وبوسطن وسان فرانسيسكو وتكساس، التي اعتُبرت الأكبر في تاريخ الولاية. واعتمر كثيرون القبعة الزهرية الشهيرة "بوسي هات"، في إشارة إلى شريط مصور لترامب يتبجح فيه أنه قادر على مداعبة النساء من دون أي عقاب.





ووسط عولمة القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان في مختلف مجالات الحياة، تأتي مشاركة مدن عالمية أخرى في مسيرات شبيهة أمراً مبرراً. لذلك خرجت مسيرة كبيرة في برلين، اليوم، تندد بمخاطر الصناعات الغذائية، وتأثيرها على المزارعين، بمناسبة الأسبوع الأخضر.



وأشارت بلدية لوس أنجليس إلى أن 600 ألف شخص شاركوا في تظاهرة المدينة، في حين قدّرت شرطة نيويورك العدد في شوارعها بمائتي ألف.

وفي مانهاتن، تجمعت حشود متنوعة في جادة سنترال بارك ويست، بمحاذاة الحديقة الشهيرة في المدينة، والمؤدية إلى فندق "ترامب إنترناشونال هوتيل".

وقالت الثيا فوسكو (67 عاما) التي أتت من شمال ولاية نيويورك مع جارتين لها "إننا نشهد تآكلا للديموقراطية. هذا أمر سيئ جدا". وقالت متظاهرة أخرى: "أظن أنه يريد أن يعود بنا إلى خمسينيات القرن الماضي".

ومن المتحدثين في تظاهرة نيويورك الناشطة والممثلة روزي بيريز، والممثلة ومقدمة البرامج ووبي غولدبرغ، التي أكدت "نحن هنا لنقول بصفتنا نساء، إننا لن نقبل بالوضع بعد الآن". وفي لوس أنجليس، ضمت الحشود الغفيرة الممثلة ناتالي بورتمان التي قالت "بفضلكم الثورة بدأت وتتواصل". أما الفنانة هيذر أرنت (44 عاما) قالت "يجب أن يدرك ترامب أننا نوحد الصفوف ونشكل قوة هائلة لنغير الوضع بعدما انتخب رغم طريقة معاملته للنساء".




وتهدف هذه التظاهرات إلى دعم الحركة التي وُلدت العام الماضي تحت مسمى women march عندما نزل أكثر من ثلاثة ملايين شخص إلى الشارع في أرجاء البلاد، للتعبير عن معارضتهم لانتخاب ترامب. وتهدف التظاهرات الممتدة طوال عطلة نهاية الأسبوع، إلى ترجمة هذه الحماسة إلى تحرك سياسي يحفز الناس على تسجيل أسمائهم في اللوائح الانتخابية، ويكثف مشاركة المرأة في انتخابات نصف الولاية عام 2018.

في المقابل، غرّد الرئيس الأميركي حول التظاهرات المناهضة لسياساته، داعياً الناس إلى "التظاهر والاحتفال بمحطات تاريخية ونجاحات اقتصادية غير مسبوقة سجلت في الأشهر الـ12 الأخيرة". وأضاف "الطقس جميل في كل أرجاء البلاد ويوم مثالي لتتظاهر كل النساء".

وجرت غالبية التظاهرات في طقس جميل ومشمس، إلا أن المتظاهرين في بارك سيتي في ولاية يوتا حيث يقام مهرجان سانداس للسينما المستقلة، جابهوا البرد وتساقط الثلوج المتواصل لإسماع صوتهم، وعلى رأسهم مشاهير، من بينهم الممثلة والناشطة جاين فوندا.

واتخذت الدورة الحالية من مهرجان ساندانس منحى سياسيا على ضوء حركة #أنا أيضا المناهضة للسلوك الجنسي غير المناسب، والتي ظهرت بعد انكشاف فضيحة المنتج النافذ هارفي وينستين، في أكتوبر/تشرين الأول، وما تبعها من اتهامات بالتحرش والاعتداء الجنسيين طاولت أسماء بارزة في أوساط السينما والترفيه والإعلام.



واستمعت الحشود في مدينة شارلوت في كارولاينا الشمالية إلى كلمة ألقتها أول امرأة سوداء تتولى رئاسة بلدية المدينة، في حين تجمّع المتظاهرون في واشنطن أمام نصب إبراهام لينكولن وساروا باتجاه البيت الأبيض، واستمعوا لخطب تمحورت مواضيعها حول المساواة بين الأعراق والاعتداءات الجنسية وحقوق المهاجرين.

وقالت فيتيسا ديل بريتي، وهي ضابطة متقاعدة في الجيش الأميركي أتت مع ابنتها البالغة 14 عاما "شهدت عقودا من حالات التحرش الجنسي، والوضع بدأ يتحسن الآن، لكنه بعيد جدا عما ينبغي أن يكون عليه". وأضافت "القضايا المتعلقة بالنساء لا تطرح كفاية في بلادنا، لذا أنا سعيدة جدا بأن أشارك في التظاهرة، وأن أحاول القيام بشيء ما كمواطنة".



ونظمت أكثر من 300 مدينة مسيرات وتظاهرات. ومن المقرر أن تقام تظاهرات جديدة، الأحد، لا سيما في لاس فيغاس ومدن أوروبية كثيرة، منها برلين. وقالت بام موريس "لا يمكننا أن نتوقف الآن. يجب أن نحافظ على اندفاعنا، حتى نتغلب على هذه الإدارة".


(فرانس برس، العربي الجديد)