شركات وهمية في بغداد لتشغيل العاطلين عن العمل

شركات وهمية في بغداد لتشغيل العاطلين عن العمل

19 يناير 2018
تقدم وعودا للشباب بالتوظيف (Getty)
+ الخط -



تنتشر في قلب العاصمة بغداد وتحديداً في منطقة المنصور إحدى المناطق الراقية فيها، شركات وهمية لتشغيل العاطلين عن العمل تحقق أرباحا طائلة، في وقت تلتزم فيها الجهات المسؤولة الصمت حيالها.

ويقول الشاب عبد الله باسل، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التسويق والحملة الدعائية الكبيرة لعدد من شركات التشغيل في منطقة المنصور، جذبتنا نحوها. قدمت إلى مكتب الشركة الضخم الذي يضم عددا من الموظفين والموظفات، استلموا أوراقي، وفتحوا لي سجلا لديهم، مقابل مبلغ 25 ألف دينار".

ويضيف "عرضوا عليّ عدة وظائف في شركات أهلية، منها محطة تعبئة وقود، رغم أنني حاصل على البكالوريا في علوم البيولوجيا، ووافقت على هذه الفرصة، لأن المرتب مشجّع، كما أنهم وعدوني بالتعيين خلال مدة شهر فقط".

كما يوضح أن "مئات العاطلين عن العمل قدموا معي أوراقهم في حينها، لكننا لم نحصل سوى على الوعود الكاذبة منهم، وراجعنا الشركة عدة مرات وجدّدوا نفس الكلام".

وأبدى استغرابه من أنّ "الشركة مازالت تواصل عملها، وأنّ مئات العاطلين يتوافدون عليها، وهي تجني مبالغ طائلة منهم، ولم تتخذ الجهات الحكومية أي إجراء في حقها".

ويؤكد مسؤولون محليون أنّ هذه الشركة واحدة من بين عدد كبير الشركات الوهمية الأخرى، التي تعمل في قلب بغداد، وتحصل على مبالغ مالية كبيرة من العاطلين، ومن ثم تغيّر اسمها ومكانها وتبدأ العمل من جديد.

ويقول عضو المجلس البلدي لقاطع المنصور، إحسان عبد اللطيف، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجهات الرقابية الحكومية على علم ودراية كاملة بتفاصيل هذه الشركات الوهمية، لكنها لم تتخذ أي إجراء ضدها، كما أنّ العاطلين لم يستطيعوا فعل شيء، إذ إنّ تلك الشركات لديها عناصر حماية وأمن منتشرة داخل مبانيها وعلى مقربة منها".

ويؤكد أنّ "جهات سياسية وأحزابا متعاونة مع تلك الجهات، وتوفر لها الدعم والحماية من المساءلة القانونية، الأمر الذي يجعلها تعمل في وضح النهار ومن دون أي تردد".

وتعود أسباب انتشار هذه الشركات في قلب بغداد إلى ضعف سلطة الدولة الذي منحها فرصة العمل غير المشروع، غير مبالية بأي جهات حكومية أو سلطات قانونية.

في المقابل، يبين ضابط في مركز أمن ومعلومات المنصور، لـ"العربي الجديد"، أنّ "عشرات الشكاوى وصلتنا عن تلك الشركات وبأسمائها وأماكنها، ونعمل حاليا على جمع المعلومات عنها، وننتظر الأوامر التي تصدر إزاءها". ويضيف "القيادة الأمنية لم تكلفنا بأي أمر حتى الآن سوى جمع المعلومات فقط".

 

 

المساهمون