معاناة النازحين متواصلة في ريف إدلب

معاناة النازحين متواصلة في ريف إدلب

19 يناير 2018
تتضاعف معاناتهم مع البرد والأمطار (Getty)
+ الخط -


تتواصل معاناة النازحين والمهجّرين في شمال غرب سورية، بسبب  غياب الاهتمام الكافي من قبل المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة واستغلال البعض لهم في المنطقة القريبة من الحدود السورية التركية.

وبعد أن فرّ  أبو محمد، مع عائلته من الموت بالطيران الروسي في ناحية سنجار بريف حماة الشرقي، لم يجد ملاذا له مع ثماني عائلات من أقربائه إلا في مستودع قديم منحه له أحد الأهالي في منطقة أطمة، القريبة من الحدود السورية التركية في ريف إدلب الشمالي.

ويقول لـ"العربي الجديد" "لم نتمكن من الإقامة في المخيمات بسبب اكتظاظها، كما لم ننجح في الحصول على منزل بسبب غلاء الإيجار، إذ يطلبون مبالغ تجاوزت 150 دولارا أميركيا لبيت لا تسكنه حتى الحيوانات"، مضيفاً "نحن نازحون مهجرون فارون من الموت ولسنا هنا للسياحة".

ولم تحصل العائلات الثماني على أي إعانة حقيقية سوى من منظمة "شباب من فلسطين" التي وزعت على أطفالهم ملابس شتوية، وكانوا في بداية نزوحهم يحصلون على مائة رغيف من الخبز في اليوم، من قبل أحد الأفران في المنطقة إلا أنها توقفت مؤخرا.

ويشير أبو محمد إلى أن أعداد النازحين والمهجرين كبيرة، غير أن عمل المنظمات والحكومات والأمم المتحدة في المنطقة لا يرتقي إلى مستوى المعاناة الحقيقية التي يعيشها اللاجئون، في ظل البرد وتساقط الأمطار والرياح التي تعصف بالمخيمات، والمستودعات غير صالحة للسكن.



ونزح أكثر من 212 ألف مدني إلى ريف إدلب  خلال مدة لا تتجاوز الشهر، وذلك نتيجة التصعيد العسكري، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

بدوره، يوضح النازح أبو حليم لـ"العربي الجديد" "نحن نعيش المثل القائل من خرج من داره قل مقداره، لقد تشردنا هنا في أطمة، نحن لسنا متسولين ولا سائحين، لقد هربنا من الموت فقط، وتركنا كل ما نملك خلفنا، لأننا لم نكن قادرين على حمله إلى هنا، ومعظم أهالي سنجار كذلك".

ويضيف "نعم هناك في إدلب أهل الخير ومنهم من منحوا منازلهم للنازحين، كذلك في ريف حلب الغربي، إلا أن أولئك الذين يطلبون إيجار منازل بالدولارات مستغلين النزوح لا نعلم بماذا يمكن وصفهم، وهم لا يمثلون سوى أنفسهم بجشعهم".

يشار إلى أن البعض من أهالي المنطقة يستغلون ندرة المنازل بعد منح معظمها للنازحين دون مقابل، من أجل فرض مبالغ مالية كبيرة مقابل إيجار منازلهم للنازحين.

وباتت إدلب اليوم تمثل سورية بشكل مصغر، حيث تضم آلاف النازحين والمهجرين من مختلف المكونات المعارضة والفارين من النظام السوري والطيران الروسي من معظم أنحاء البلاد.

وفي السياق، أكدت مصادر لـ"العربي الجديد" وصول دفعة جديدة من النازحين مساء أمس الخميس إلى مدينة الدانا في ريف حلب الشمالي قادمين من ريفي حماة وحلب، معظمهم أمضى ليلته في البرد القارس في شوارع المدينة والمدارس الفارغة من الطلاب.

المساهمون