عربات كهربائية لأطفال غزة

عربات كهربائية لأطفال غزة

غزة

يامن سلمان

avata
يامن سلمان
18 يناير 2018
+ الخط -

هي مجرّد عربات كهربائية في قطاع غزة، إلا أنها كفيلة بإسعاد الأطفال الذين يعملون عليها وأولئك الذين يتجولون فيها.


لا تكاد أي من ساحات غزة أو حدائقها العامة، حيث يتجمع الناس للترفيه عن أنفسهم، تخلو من عربات الأطفال البلاستيكية التي تشغّل من خلال بطاريات شحن كهربائي، ويعمل عليها أطفال ومراهقون يكسبون قوت يومهم من خلال أخذ الأطفال وعائلاتهم في جولات لا تتجاوز الخمس دقائق، وبشواكل قليلة.

بالنسبة إلى الأطفال والمراهقين، تعدّ هذه العربات وسيلة لكسب رزقهم اليومي، بدلاً من التسول أو العمل في معمل أو مصنع، ما يتطلب جهداً كبيراً يفوق طاقتهم. وهؤلاء الأطفال يرون أنهم يصنعون السعادة لأطفال آخرين يخرجون للتنزه مع عائلاتهم. كما أنهم يتنافسون في ما بينهم في تزيين العربات واختيار الموسيقى التي يرغبها الأطفال.

وتنتشر هذه العربات بكثرة في ساحة الجندي المجهول وميناء مدينة غزة، خصوصاً يومي الخميس والجمعة، إذ يتجاوز عددها المئات. وكثيراً ما يقصد ناس من مختلف محافظات قطاع غزة الساحة والميناء.

يفضّل صبحي عكيلة (13 عاماً)، ساحة ميناء غزة للعمل، وعادة ما يبدأ الساعة الثالثة عصراً وحتى الثامنة مساء. وفي بعض الأحيان، يخرج من البيت الساعة التاسعة صباحاً، إذ يُلاحظ أن بعض العائلات تفضّل الخروج والتنزه صباحاً مع أطفالها. وخلال هذا الوقت، لا يجد منافسين كثراً، كما في فترة ما بعد الظهر. يقول لـ"العربي الجديد": "أسعى إلى التقرّب من الأطفال لأشجعهم على ركوب العربة. كذلك، أحرص على تشغيل الأغنيات التي يحبونها". ويلفت إلى أن بعض الأمهات يطلبن منه عدم تشجيع وترغيب أطفالهن على الركوب لأنهن لا يملكن المال. ويوضح أن الكلفة المادية هي 0.6 دولار في مقابل جولة تستمر خمس دقائق.



يومياً، يشحن عكيلة بطارية العربة لمدة لا تقل عن خمس ساعات، وهي المدة نفسها التي يشغّل فيها العربة لترفيه الأطفال. لكنه في بعض الأحيان، يجد صعوبة في شحنها بسبب انقطاع الكهرباء. وفي أوقات الأزمات، قد ينعمون بالكهرباء مدة أربع ساعات فقط. لكن في الآونة الأخيرة، بات التقنين منظماً، إذ تأتي الكهرباء 6 ساعات وتنقطع 12 ساعة.

في انتظار الزبائن (محمد الحجار)


أما أحمد عسكر (10 أعوام)، فيجتاز مسافة 5 كيلومترات تقريباً من أقصى شرق مدينة غزة في حي الشجاعية للوصول إلى ساحة الجندي المجهول على عربته الصغيرة، التي اشتراها في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، هو الذي كان يعمل في بيع الألبان وقداحات النار. جمع مبلغ 450 شيكلاً (نحو 130 دولاراً) على مدار خمسة أشهر، ليشتري العربة الكهربائية الصغيرة. كان قد تعب من عمله السابق، والتجول على الطرقات، سائلاً المارة وسائقي السيارات الشراء منه.

يقول عسكر لـ"العربي الجديد": "يومياً أتجول في ساحة الجندي المجهول. بعض الأمهات تنادي عليّ لأخذ أطفالهن في جولة، وأتقاضى المال. هنا، أشعر بسعادة كبيرة. في المقابل، فإن أخريات يرغبن في استغلالي، من خلال إكثار عدد الجولات في مقابل المبلغ نفسه".
يجمع عسكر ما يجنيه في يومه من العربة ويتقاسم مع أشقائه الستة مصروفهم اليومي، إذ إن مصاريف المنزل تعتمد على ما يتقاضاه وشقيقه حسام (16 عاماً)، الذي يعمل ميكانيكياً منذ خمسة أعوام، بعدما أصيب والدهما خلال العدوان الثاني على قطاع غزة في عام 2012.

تضاء ليلاً (محمد الحجار) 


بعض الأطفال العاملين على العربات الكهربائية يضعون عليها شعارات وصوراً وأزهاراً للفت الأنظار. وقد يضعون أيضاً شخصيات كرتونية لجذب الصغار. أحمد صوالحي (11 عاماً)، اختار وضع صورة الفنان الفلسطيني محمد عساف، بعدما لاحظ أن الأطفال يحبونه، ولا ينسى تشغيل بعض أغنياته. وفي أحيان أخرى، يشغّل أغنيات لرسوم الكرتون. ويلاحظ أن زملاءه العاملين على العربات ينافسون بعضهم بعضاً من خلال وضع أغنيات تجذب الأطفال، منها أغاني الدبكة الفلسطينية، والأغاني المصرية الشعبية، إضافة إلى أسلاك الإضاءة الليلية.

يقطن صوالحي وعائلته في منطقة الباطنية خلف شارع النصر في مدينة غزة، وهي منطقة مهمشة، بيوتها من الصفائح الحديدية والأحجار القديمة. يقول لـ"العربي الجديد": "أكره منطقتنا كثيراً، خصوصاً حين أعود إلى المنزل ليلاً. أتمنى لو تصبح عربتي سيارة حقيقية لأجني مالاً أكثر وأشتري بيتاً في عمارة، وأسكن فيه مع أمي وأبي وشقيقتيّ".
وعادة ما يعمد الأطفال إلى شراء بطاريات كبيرة تعمل ساعات أطول من البطارية الأصلية التي تباع مع العربة، وتلبي حاجتهم ما بين 5 إلى 8 ساعات يومياً.



ذات صلة

الصورة

سياسة

وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إفادات وصفها بالصادمة عن سلسلة جرائم مروعة وفظائع ارتكبها جيش الاحتلال خلال عمليته المستمرة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
الصورة
إطلاق نار (إكس)

سياسة

شددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، إجراءاتها العسكرية في بلدات عدّة غربي رام الله، وسط الضفة الغربية، بعد عملية إطلاق نار قرب طريق استيطاني.
الصورة

مجتمع

في عيد الأم أفادت تقارير فلسطينية بأنّ 37 أمّاً يستشهدن يومياً في قطاع غزة، في حين أنّ 28 أسيرة مغيبة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة

سياسة

أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الخميس، بأن بريطانيا اشترطت على إسرائيل السماح بزيارة دبلوماسيين أو ممثلين عن منظمة الصليب الأحمر عناصر النخبة من حماس المعتقلين.