هذه حقيقة الحب من النظرة الأولى

هذه حقيقة الحب من النظرة الأولى

17 يناير 2018
هل بدأت علاقتهما بحبّ "من النظرة الأولى"؟ (فرانس برس)
+ الخط -
"حين رأيتها للمرة الأولى في إحدى الحفلات، أدركت أنّها سوف تكون زوجتي ووقعت في غرامها". هذا ما يقوله براين (79 عاماً) وهو شرطي متقاعد في لندن لـ"العربي الجديد"، عن وقوعه في غرام زوجته. ويكمل: "كانت تتألّق ذلك المساء، فدعوتها إلى الرقص، وتزوّجنا في غضون أشهر. وبعد 54 عاماً على زواجنا، ما زلت أراها أجمل النساء".

قد يكون هذا الأمر واقعاً، لكنّ دراسة هولندية أخيرة بيّنت أنّ الحب من النظرة الأولى غير موجود، على الرغم من أنّ كثيرين يتوهّمون بذلك. يُذكر أنّه خلال مقابلة مع الأمير هاري حول خطوبته وميغان ماركل، سُئل ثاني أبناء ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز "كيف أدركت أنّها هي؟". فأجاب أنّ ذلك حدث حين التقى بها للمرّة الأولى.

في دراستهم، حاول علماء نفس من جامعة خرونينغن في هولندا، التحقق علمياً من الأمر لمعرفة مدّى صحّته وحقيقته. فجاءت النتائج مخيّبة للآمال بالنسبة إلى الرومانسيين. وخلصت الدراسة إلى أنّ ما نظنّه حباً من النظرة الأولى قد لا يكون سوى انجذاب جسدي قوي في الواقع. يُذكر أنّ الدراسة شملت 396 مشاركاً، 60 في المائة منهم تقريباً من النساء، ومعظمهم من الطلاب الهولنديين والألمان. وتحدّث 32 من المشاركين، معظمهم من الرجال، عن 49 تجربة حبّ من النظرة الأولى، وارتبط ذلك بالعثور على شخص جذّاب جسدياً بصورة كبيرة.

ولأنّ النتائج أظهرت أنّه في حالة اللقاءات السريعة بين شخصَين، لم يتبادل أيّ من الأشخاص المشاعر ذاتها، خلص الباحثون إلى أنّ "الحب من النظرة الأولى الذي يعتقد كثيرون بوجوده لا يشبه الحب العاطفي ولا الحب عموماً". ولفتوا إلى أنّ المثير للاهتمام في دراستهم هو أنّ المشاركين الذين كانوا على علاقة عاطفية خلالها ويظنّون أنّهم وقعوا في الحب من النظرة الأولى مع شركائهم، أظهروا مستويات أعلى من العاطفة في علاقاتهم من أولئك الذين لم يقعوا في الحب من النظرة الأولى.

من جهته، يروي نيل (43 عاماً) لـ"العربي الجديد" تجربته في لندن. فيقول: "ظننت أنّها المرأة التي لطالما حلمت بها، حين التقيتها للمرّة الأولى. ولمرّات عدّة في الأسبوع، صرت أقود أكثر من ساعة لأقابلها بعد انتهاء دوام عملي، على الرغم من انهماكي بأمور كثيرة. كذلك كنت أتحدّث إليها عبر الهاتف لساعات طويلة، ولا أتوقّف عن التفكير بها. كانت الوحيدة التي تتسارع دقات قلبي حين أراها". لكنّ نيل يشير إلى أنّ "الأمر استمرّ على هذا المنوال لشهر تقريباً، وفجأة فقدت تلك الرغبة برؤيتها أو حتى مكالمتها". يضيف: "كان من الصعب جداً البوح لها بذلك، فبدأت باختلاق الأعذار لتفاديها، وشعرت بالذنب تجاهها. لذلك أعتقد أنّ هذه الدراسة قد تكون صحيحة وأنّ انجذابي لها لم يكن إلا مؤقتاً وجسدياً في الواقع".

دلالات