السويد: مقتل شاب في إطار "حرب العصابات" بمدينة مالمو

السويد: مقتل شاب في إطار "حرب العصابات"...والشرطة تعترف بخطورة الأوضاع

15 يناير 2018
عنف العصابات يخيم على مالمو (ناصر السهلي)
+ الخط -


يبدو أن مدينة مالمو السويدية في جنوب غرب البلاد، وفقا للتقارير الأمنية صباح اليوم الاثنين، لن تهدأ مع "حرب العصابات" المرهقة للمجتمع والشرطة.

وأعلنت الشرطة، فجر اليوم، مقتل شاب (21 عاماً) بالرصاص، مشيرة في بيان لها، إلى أن "إطلاق النار وقع مساء الأحد بوجود عدد كبير من الناس"، داعية الشهود للإدلاء بشهاداتهم.

وتواجه الشرطة صعوبة في استنطاق الشهود عادة عند التحقيق بعمليات تبادل إطلاق النار بين أفراد عصابات شبابية بسبب بيئة العصابات المنغلقة​.

ويبدو أن تزايد الأحداث الدامية، المؤدية لإصابات ووفيات في صفوف الشبان (وأغلبهم من خلفيات مهاجرة)، بات مقلقا حتى للتجمعات السكنية في ضواحي المدينة الأكثر عرضة لانتشار هذا النوع من التشكيلات خلال السنوات الماضية.

وبحسب معلومات نشرتها صحيفة "جنوب السويد"، فإن الضحية هو الثالث بين إخوته. وقتل قبل عام أخوه البالغ 23 عاماً بإطلاق نار أيضا، وأصيب بعد ذلك بنحو شهر، في مارس/آذار 2017 أخوه الأكبر (25 عاماً) بعدد من الأعيرة، ونجا من الموت بفضل ارتدائه سترة واقية من الرصاص.

وتابعت الصحيفة أن "كل ما جرى للإخوة هو في إطار خلافات مع العالم السفلي (عصابات أخرى) في مالمو". وحتى الثالثة فجرا بقيت الشرطة منتشرة في المكان بدون التوصل إلى معلومات عن الفاعلين.

وشهدت منطقة فلوغستا في أوبسالا، شمال العاصمة استوكهولم، مساء أمس الأحد، للمرة الأولى إطلاق نار في أحد مطاعم البيتزا حيث تواجد نحو 30 زبونا، فجرح شخصان من أصول مهاجرة. في حين أدت عملية إطلاق نار أخرى، ليل أمس، في مركز ريسن بمنطقة سوندبيرغ، شمال استوكهولم، إلى مقتل رجل في الخامسة والثلاثين من عمره. ولم توقف الشرطة أي متهم، بحسب بيانها.

أحد ضحايا عنف العصابات في مالمو السويدية (ناصر السهلي) 


الشرطة السويدية، التي عبرت مرارا عن قلقها من اتساع نطاق العنف على أراضيها، تجد نفسها اليوم تحت ضغوط سياسية ومجتمعية. فرئيس جهاز الشرطة الوطنية، دان إلياسون، يذكر مساء في مقابلة مع القناة الرسمية السويدية حرفيا: "لدينا أوضاع خطيرة في بعض أجزاء السويد"، في ردّه على تقارير تتهم الشرطة بأنها "تخرج بإحصاءات غير صحيحة عن انخفاض أعمال العنف المرتبطة بعصابات المخدرات".

وبالرغم من اعتراف إلياسون بأن "انخفاضا طرأ خلال العام المنصرم بنسبة 3.1 في المائة على الجرائم المبلغ عنها"، إلا أنه اعترف أيضاً بزيادة بنسبة 2.7 في المائة في الجرائم الخطيرة، مشيراً إلى أن "الجهاز يحتاج لموارد كبيرة للتأثير على تزايد النسب، وضم عناصر إضافية إلى أكاديمية الشرطة". وقال بعد أن فاجأته عملية القتل الأخيرة أثناء بث اللقاء التلفزيوني "لدينا في بيئة العصابات 40 قتيلا حتى الآن".

تحميل الحكومة مسؤولية ارتفاع نسب الجريمة (ناصر السهلي) 


وعادة ما تربط الشرطة السويدية تبادل إطلاق النار بما تسميه "عمليات انتقام وتصفية حسابات" بين مختلف أفراد "عصابات العالم السفلي المرتبطة بالمخدرات وسوقها". وتتعالى في السويد أصوات مجتمعية تحذر من "سهولة تهريب السلاح وخروج الأمور عن السيطرة".

ويتحول تبادل الاتهامات بين اليمين ويسار الوسط الحاكم إلى سمة الجدل السويدي اليومي، في حين يستغل اليمين المتشدد، في حزب ديمقراطيي السويد، ما يسميه "عجز السويد عن ضبط الهجرة واللجوء"، وهو "الذي يؤدي إلى ما أصبح الوضع عليه". ويدعو هذا اليمين إلى مزيد من التشدد في "سياسة وقف الهجرة وترحيل المشتبه بانضمامهم إلى العصابات".