في العريش سؤال يسبق القتل... هل أنت نصراني؟

في العريش سؤال يسبق القتل... هل أنت نصراني؟

14 يناير 2018
القبطي القتيل باسم شحاتة حرز(فيسبوك)
+ الخط -


نشر مواطن مصري - شاهد عيان - يعيش في مدينة العريش بشمال سيناء قصة قتل المواطن القبطي، باسم شحاتة حرز، على يد مسلحين بسبب صليب موشوم على معصمه.

وروى شاهد العيان عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" القصة قائلاً "كان باسم عائدا مع شقيقه الأكبر من عمله، 3 مسلحين غير ملثمين وقفوهم وسألوا باسم يكشف إيده. شافوا الصليب وسألوه إنت نصراني؟ رد: نعم. وقبل أن يطلقوا الرصاص على رأسه طلب منهم ترك أسامة، وقال لهم: ده صاحب عيال".

وتابع "هم لم يعلموا أن الذي معه شقيقه وعند رؤية يده لم يجدو صليبا لأن صليبه مرسوم بشكل كبير في أعلى اليد وليس المعصم، فأطلقوا نيرانا على الأرض وطالبوه أن يرحل ظنا منهم أنه ليس مسيحيا... ثم أطلقوا الرصاص على رأس باسم وبعدها أخذوا تليفونه وبطاقته، ومشوا سيرا على الأقدام في الشارع بأسلحة آلية وطبنجة في منطقة سوق الخميس".

وأضاف "بعدها صديق باسم اتصل على تليفونه؛ رد المسلحون عليه وقالوا: إنهم من بيت المقدس وتوعدوا بالمزيد من قتل الأقباط قبل أن يغلقوا التليفون".

الرواية وثّقتها المبادرة المصرية للحقوق الشخصية - منظمة مجتمع مدني مصرية - وأكدت في بيان صادر اليوم الأحد "قيام ثلاثة مسلحين بإطلاق الأعيرة النارية على باسم شحاتة حرز، نحو التاسعة مساء أمس، 13 يناير/كانون الثاني 2018، في منطقة سوق الخميس وذلك بعد سؤاله عن ديانته".



وأضافت المبادرة "كان المسلحون قد استوقفوا باسم وشقيقه أسامة حرز وشخصًا ثالثًا برفقتهم، وهم في طريق عودتهم إلى المنزل، سأل أحد المسلحين الضحية بعد رؤية وشم، عبارة عن صليب، على معصم يده: "إنت نصراني"؟ فرد بالإيجاب، فأطلقوا الأعيرة النارية على رأسه، ولم يجدوا أية علامات على يد شقيقه تشير إلى ديانته، فقاموا بتهديده، ثم تركوه، بينما طالبوا الشخص الثالث الذي كان برفقة الضحية بمغادرة المكان عندما أكد لهم أنه مسلم الديانة".





وبحسب إفادة القمص ميخائيل أنطون، كاهن كنيسة السيدة العذراء في العريش، للمبادرة المصرية، فإن المكان الذي قُتل فيه الضحية يقع وسط منطقة مُؤمَّنة وفيها تواجد أمني مكثف.

وقال القمص ميخائيل:"مفيش أهالي رجعوا، كل المهجرين لا يزالون في الإسماعيلية والمحافظات التانية، باسم كان راجع هو وأخوه عشان ظروفهم كانت صعبة، لم يتبقّ سوى حوالى ثلاثين فردا يمثلون سَبع أو تَمن (ثماني) عائلات، إضافة لـ 3 آباء كهنة موجودين في المطرانية لإقامة الشعائر الدينية بكنيسة العدرا مقر المطرانية. الجميع يقيم في منطقة الضاحية بجوار مطرانية العريش التي تقع بجوار مديرية الأمن وهذا ما يجعل الوضع آمنا هناك، كل الأسر المتبقية تعيش هناك ولا تخرج من منطقة الضاحية".

كانت أسرة الضحية باسم شحاتة ضمن الأسر التي هُجِّرت من مدينة العريش خلال فبراير/شباط 2016، عقب تزايد أحداث استهداف الأقباط بسبب هويتهم الدينية. وأقامت الأسرة فترة في مساكن مدينة المستقبل في محافظة الإسماعيلية، ثم انتقلت إلى منطقة عزبة النخل في محافظة القاهرة بحثًا عن الرزق. ومنذ عدة شهور قرر الشقيقان العودة إلى مدينة العريش للعمل في محلهما لإصلاح أجهزة التليفون المحمول.

وأصدرت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية في 16 مايو/أيار 2017، تقريرًا بعنوان: "موت معلن" يناقش ويُوثِّق الوقائع المعلنة لاستهداف أقباط محافظة شمال سيناء بأشكال مختلفة من الترهيب بدءًا من منع ممارسة الشعائر الدينية وحرق الكنائس والاعتداء على الممتلكات والخطف مقابل الفدية، ووصولًا إلى التهجير القسري والقتل على الهوية على مدار السنوات الست الماضية وحتى نهاية فبراير/شباط 2017.

وأوصت المبادرة المصرية بوضع خطة محكمة، ومحددة زمنياً لفرض الأمن، وضمان حماية من يريد من المهجرين العودة إلى مدينة العريش أو مساعدة من يريد البقاء في المناطق الجديدة التي انتقل إليها مع توفير سبل الحياة الكريمة وفرص عمل قريبة من سكنه، وتقديم الإعانات اللازمة إليه.

كما أوصت بحماية ممتلكات الأسر القبطية التي تركوها وراءهم، وكذلك تقديم تعويضات تناسب حجم الممتلكات إلى من يريد التصرف في ممتلكاته وعدم العودة إلى العريش مرة أخرى.



المساهمون